2-
(و بأمثلة اشتقاقه) و هي
الكلمات التي يعرف عودها جميعا إلى أصل واحد (ك
«الجاه») فإنّ نظائره «الوجه» و «التوجّه» و غير ذلك و هي معتلّة الفاء، فكذا
«الجاه» فيعرف بذلك أنّه مقلوب العين إلى موضع الفاء و بالعكس.
قيل: و كان القياس «جوه»- بالواو
الساكنة- لكنّه حيث غيّرت الواو بالتّقديم غيّرت بالتّحريك فانقلبت ألفا فوزنه:
«عفل» بفتح الفاء.
(و «الحادي») فإنّ نظائره و هي «الوحدة» و
«التّوحيد» و غيرهما دلّت على أنّ
[1] الوجه الثاني ممّا يعرف به القلب- أمثلة اشتقاق المقلوب و هي
الكلمات التي علم أنّ الجميع راجع إلى أصل واحد ك «الجاه» فإنّ «التوجّه» و
«المواجهة» و «التوجيه» تدلّ على أنّ أصله «وجه» مثالا واويا نقلت الفاء إلى موضع
العين أي نقلت الواو و هي متحرّكة فصار الجيم الساكن فاء و لا يمكن الابتداء
بالساكن فحرّكوها بالفتح لكونه أخفّ أو لكونه حركة الفاء الأصلي فصار «جوه» ثمّ
«جاه».
هذا و اعترض المحقّق
الأسترآباذي- رحمه اللّه- على المؤلّف في جعله قسما على حدة مع أنّه داخل في القسم
الأوّل فقال: و هذا منه عجيب لم جعله قسما آخر و هو من الأوّل- أي ممّا يعرف
بأصله-؟ بل الكلمات المشتقّة من ذلك الأصل تؤكّد كون الكلمات المذكورة مقلوبة.
[شرح الشافية 1: 23]
[2] يظهر من «حاشية ابن جماعة» على «شرح أحمد» أنّ القائل هو جمال
الدين الحسين بن أياز النحوي البغدادي في «شرح تصريف ابن مالك» و لكن الذي يميل
إليه المحقّقون أنّ القائل بذلك هو أبو علي الفارسي. قال ابن جنّي- بعد ما نقل عن
الفرّاء القول بأنّ «الجاه» مقلوب من «الوجه»-: و كان أبو عليّ- رحمه اللّه- يرى
أنّ «الجاه» مقلوب عن «الوجه» أيضا. قال: و لمّا أعلّوه بالقلب أعلّوه أيضا بتحريك
عينه و نقله من «فعل» إلى «فعل» يريد أنّه صار من «وجه» إلى «جوه» ثمّ حرّكت عينه
فصار إلى «جوه» ثمّ أبدلت عينه لتحرّكها و انفتاح ما قبلها فصار «جاه» كما ترى. و
حكى أبو زيد: «قد وجه الرجل و جاهة عند السلطان و هو وجيه» و هذا يقوّي القلب
لأنّهم لم يقولوا: «جويه» و لا نحو ذلك، اه.