و ذلك أنّ الأصل في جمعها أن يقال: «أدور»، إذ هي معتلّة العين همزوا
الواو المضمومة جوازا ثمّ قلبوها إلى موضع الفاء، و خفّفت الهمزة فصار «آدر».
[طرق معرفة القلب التصريفيّ]
(و يعرف القلب) في الموزون:
1- (بأصله ك «ناء يناء») و «نأى، ينأى»
(مع «النّأي»)الذي هو الأصل لاشتقاق الفعل من المصدر- على الأصحّ- و لمّا كان
«نأى، ينأى» موافقا للمصدر- في كونه ناقصا مهموز العين- دون «ناء، يناء» لكونه
أجوف مهموز اللّام عرفنا أنّ «ناء، يناء» مقلوبا «نأى، ينأى» فوزنهما: «فلع،
يفلع».
- و «الخاتم» ظرف، و «الرأس» و «الإصبع» مظروف لكنّه لمّا كان
المناسب هو أن يؤتى بالمعروض عند المعروض عليه و يتحرّك بالمظروف نحو الظرف و
هاهنا الأمر بالعكس، قلبوا الكلام رعاية لهذا الاعتبار. و للبيانيين في قلبهم
ثلاثة مذاهب:
الأوّل: مذهب السكاكيّ و هو أنّ
القلب مقبول مطلقا أينما وقع و قال: إنّه ممّا يورث الكلام حسنا و ملاحة و يشجع
عليه كمال البلاغة و أمن الالتباس و يأتي في المحاورات و في الأشعار و في التنزيل.
الثاني: مذهب غيره و هو أنّ
القلب مردود مطلقا.
الثالث: التفصيل و هو مذهب
الخطيب القزويني و هو أنّه إن تضمّن اعتبارا لطيفا قبل و إلّا ردّ مطلقا. [شرح
الشافية 1: 21، مغني اللبيب 2: 911، همع الهوامع: 224، المطوّل: 137- 138 و 457،
شرح المقامات 2: 204- 211، مقامات الحريري: 153- 155]
[1] هذا شروع في بيان ما يعرف به القلب و هو ستّة أوجه: الوجه
الأوّل: الأصل- و هو المصدر- فلمّا قيل في المصدر: «النأي» علم أنّ «ناء يناء» فرع
«نأى، ينآى»- بجعل اللّام موضع العين فوزنه: «فلع، يفلع» و الضمير في: «بأصله»
للمقلوب لدلالة القلب عليه أو اللفظ المدلول عليه من سياق الكلام.