أصله الواو ثمّ زحلفت الواو إلى الآخر فلم يمكن الابتداء بألف
«الفاعل» فأخّرت عن الحاء فصار «الحادو» على وزن «عالف» ثمّ انقلبت الواو
المتطرّفة الواقعة بعد الكسرة ياء فصار «الحادي».
(و «القسيّ») فإنّ مفرده «قوس» و كذا نظائره من
نحو «قوّس الشّيخ» و «استقوس» أي «انحنى»، دلّت على أنّ الأصل فيه «قووس» على
«فعول»، نقلت اللّام إلى موضع العين و بالعكس فصار «قسوو» على «فلوع» قلبت الواو
المتطرّفة ياء ثمّ واو الجمع أيضا و كسرت القاف و السين للاتّباع و المناسبة فصار
«قسيّ» على وزن «فليع».
3- (و بصحّته ك «أيس») فإنّ
وزنه: «عفل» و لو لا أنّه مقلوب «يئس»
[1] «زحلف» بالفاء لغة أهل العالية و «زحلق» بالقاف لغة تميم و
كلاهما بمعنى واحد و هو الدفع و التنحية و أصله «زحل» ثمّ زيدت الفاء أو القاف-
كما في «اللسان» مادة «زحلف» و «زحلق»-.
[2] بفتح الصاد و كسرها و هذا هو الوجه الثالث ممّا يعرف به القلب
و هو صحّة المقلوب و عدم إعلاله ك «أيس» فإنّه لمّا لم يقلب الياء ألفا مع تحرّكها
و انفتاح ما قبلها علم أنّ أصله «يئس» نقل الفاء إلى موضع العين فوزنه «عفل».
[3] قال ابن جنّي- رحمه اللّه-: اعلم أنّ كلّ لفظين وجد فيهما
تقديم و تأخير فأمكن أن يكونا جميعا أصلين ليس أحدهما مقلوبا عن صاحبه فهو القياس
الذي لا يجوز غيره و إن لم يمكن ذلك حكمت بأنّ أحدهما مقلوب عن صاحبه، ثمّ أريت
أيّهما الأصل و أيّهما الفرع. فممّا تركيباه أصلان لا قلب فيهما قولهم: «جذب» و
«جبذ» ليس أحدهما مقلوبا عن صاحبه و ذلك أنّهما يتصرّفان تصرّفا واحدا نحو: «جذب،
يجذب، جذبا فهو جاذب» و المفعول: «مجذوب» و «جبذ، يجبذ، جبذا، فهو جابذ» و المفعول
«مجبوذ» فإن جعلت مع هذا أحدهما أصلا لصاحبه فسد ذلك لأنّك لو فعلته لم يكن أحدهما
أسعد-