سَجى[1]فإنّه لو لا مكان سائر الفواصل لم
يجز الإمالة في «والضّحى» بوجه إذ لا كسر و لا ياء و
لا الألف أيضا منقلبة عن مكسور، و لا عن ياء، و لا صائرة ياء مفتوحة.
و الإمالة لإمالة قبلها سبب ضعيف لم يعتدّ به إلّا بعضهم، فالإمالة
لإمالة بعدها أضعف، قرئ بها في الشواذّ ك «اليتامى» و
«النّصارى» بإمالة ما قبل الألف الأولى لأجل
الثانية التي سببها أنّها تصير ياء مفتوحة في التثنية فإنّ تثنية الجمع سائغة كما
أنّ جمع الجمع جائز، قال:
[2]المصراع من الرّجز المشطور من أرجوزة طويلة
لأبي النجم العجلي أوّلها:
الحمد للّه العليّ الأجلل
الواحد الفرد القديم الأوّل
أعطى فلم يبخل و لم يبخّل
كوم الذّرى من خول المخوّل
تبقّلت من أوّل التبقّل
بين رماحي مالك و نهشل
أورد المصراع شاهدا على أنّه يجوز تثنية الجمع لتأويله بالجماعتين
ف «الرّماح» جمع «رمح» و هي وضعت موضع جماعتين من «الرّماح» و ثنّي على تأويل رماح هذه القبيلة.
و رماح هذه القبيلة فالمراد: لكلّ فرد من أفراد هذه التثنية جماعة.
قال الإصبهانيّ في كتاب «الأغاني»: إنّما ذكر هاتين القبيلتين لأنّه كانت دماء و
حروب بينهما فتحامى جميعهم الرّعي فيما بين «فلج» و
«الصّمّان»- و هما موضعان في طريق
الحجّ من البصرة- مخافة الشرّ، حتّى كثر النبت و طال، فجاءت بنو عجل لعزّها و
قوّتها إلى ذينك الموضعين فرعته و لم تخف رماح هذين الحيّين ففخر به أبو النجم.
[شواهد الشافية: 313]