و «نأى»، يميلون فتحتي الرّاء و النّون لإمالة فتحة الهمزة، و قرئ بها في
السّبعة، و ذلك أنّ الهمزة حرف مستثقل فطلب التّخفيف معها أكثر بتعديل الصّوت في
مجموع الكلمة.
و أمّا «مهاري» فإمالة الميم لأجل خفاء الهاء لا
للإمالة.
و قد يمال فتحة في كلمة لإمالة فتحة فيما هو كجزء تلك الكلمة نحو
قولك:
«معزانا» بإمالة فتحة النّون لإمالة فتحة
الرّاء لكون الضّمير متّصلا، و لأنّ الألف في الآخر و هو محلّ التغايير بخلاف ألف «مال» في «ذامال» لكون «مال» كلمة
منفصلة، و لكون الألف وسطا.
(و
قد تمال ألف التّنوين)و إن لم يكن قبلها إمالة نحو: «رأيتزيدا». قال سيبويه[1]: يقال: «رأيتزيدا» كما يقال: «رأيتشيبان» لكن الإمالة (في نحو:
«رأيتزيدا»)أضعف لأنّ الألف ليست بلازمة مثل لزوم ألف «شيبان» و
سهّل ذلك كون الألف موقوفا عليها فيقصد بيانها- بأن تمال إلى جانب الياء- كما في «حبلى» و لا تقول: «رأيتعبدا» إلّا عند بعضهم تشبيها بنحو «حبلى».
[موانع الإمالة]
(و الاستعلاء[2]: في غير باب «خاف» و «غاب» و «صغا»)ممّا
فيه سبب قويّ
[1]أقول: و الذي نقله الشارح عن سيبويه فإنّما
نقله عن شرح الرضي على «الشافية» و هو رضى اللّه عنه إنّما نقل العبارة بالمعنى و من مواضع متفرّقة
من باب الإمالة في «الكتاب» فراجع:
[الكتاب 2: 313- 323، شرح الشافية 3: 14]
[2]لمّا فرغ من أسباب الإمالة شرع في موانعها و
هي ثمانية أحرف: الرّاء غير المكسورة و حروف الاستعلاء و هي ما يرتفع بها اللسان و
يجمعها: «قظ،خصّ، ضغط». و ذلك-