responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح النظام على الشافية المؤلف : نظام الاعرج، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 299

أي ذو طعام و ذو كسوة.

قال الفرّاء: يعني «المكسوّ» كقولك: «ماء دافق» و «عيشة راضية» لأنّها يقال:

«كسي العريان» و لا يقال: «كسا العريان».

و هذا ممّا يذمّ به أي ليس لك إلّا أنّك تأكل و تكسى.


-

من يفعل الخير لا يعدم جوائزه‌

لا يذهب العرف بين اللّه و النّاس‌

أخرج الجمحيّ و ابن عساكر عن يونس النحويّ قال: كان سبب هجاء الحطيئة الزّبرقان أنّه قدم المدينة فقال: وددت أنّي أصبت رجلا يحملني و أصفيه مديحتي و أقتصر عليه. فقال الزبرقان: قد أصبته، تقدّم على أهلي فإنّي على أثرك، و أرسل إلى امرأته أن أكرمي مثواه، و كان مع الحطيئة ابنة جميلة، فكرهت امرأته مكانها فأظهرت لهم جفوة فأخذ بغيض بن عامر- و هو يومئذ ينازع الزبرقان الشرف- فبنى عليه قبّة و نحر له فأكرمه كلّ الإكرام، فعمل الحطيئة هذه القصيدة فاستعداه الزبرقان إلى عمر بن الخطّاب و ادّعى عليه أنّه هجاه، فقال له: ما قال لك؟ فأنشده القصيدة، فقال عمر: ما أسمع هجاء إنّما أسمع معاتبة، فقال: و ما تبلغ مروءتي إلّا أن آكل و أشرب؟ فقال: اجعل بيني و بينه حسّانا، فقال لحسّان: أتراه هجاه؟ قال: نعم.

قال الجعفريّ: اقرأ هذه القصّة ثمّ اضحك من قول الجاحظ المعتوه حيث يقول في كتاب «البيان و التبيين»: «كان عمر أعلم النّاس بالشّعر».

قال عبد القادر البغداديّ: فقال عمر: ما أراه هجاك و لكنّه مدحك، فقال الزبرقان:

اجعل بيني و بينه حسّان بن ثابت، فبعث عمر إلى حسّان، فلمّا أتاه أنشده قول الحطيئة، فقال حسّان: ما هجاه و لكن سلح عليه اه.

[شواهد المغني 2: 916، شواهد الشافية: 121، تاريخ الأدب العربي 1: 333]

[1] «الكاسي» بمعنى «المكسوّ» كما أنّ العاصم في قوله تعالى: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ‌ بمعنى «المعصوم» و لا تنكرنّ أن يخرج المفعول على فاعل، ألا ترى أنّ قوله تعالى: مِنْ ماءٍ دافِقٍ‌ بمعنى «مدفوق» و عِيشَةٍ راضِيَةٍ* بمعنى مرضيّة، يستدلّ على ذلك بأن تقول:

رضيت بهذه العيشة، و دفق الماء، و كسي العريان- بالبناء للمفعول، و لا تقول ذلك بالبناء للفاعل.

اسم الکتاب : شرح النظام على الشافية المؤلف : نظام الاعرج، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست