و ثبوت هذا البناء عند المحقّقين
من القبول بمحلّ لأنّهم يقولون: «ماله عندد» أي «بدّ» و الدال الثّانية للإلحاق و
إلّا لوجب الإدغام فوجب ثبوت هذا البناء ليلحق به.
- أهل «هجر» من مواليهم و اسمه عبد الحميد بن عبد المجيد و قد أخذ
عنه أبو عبيدة و سيبويه و غيرهما.
و كان يقال له الأخفش الأصغر
فلمّ ظهر عليّ بن سليمان المعروف بالأخفش أيضا صار هذا وسطا و كان من أئمّة
العربيّة و أخذ النحو عن سيبويه و كان أكبر منه و كان يقول:
ما وضع سيبويه في كتابه شيئا
إلّا و عرضه عليّ، و كان يرى أنّه أعلم به منّي و أنا اليوم أعلم به منه. و هذا
الأخفش هو الذي زاد في «العروض» بحر الخبب و سمّاه «المتدارك» و من كتبه: «الأوسط»
و «المقاييس» في النحو، و «معاني القرآن» في التفسير و «العروض» و «القوافي» و
«معاني الشعر» و «المسائل» الكبير و الصغير و غيرها. و كان وفاته سنة خمس عشرة و
مائتين ه 215، و قيل إحدى و عشرين و مائتين.
لقد ذكر السيوطي في «البغية» أحد
عشر أخفشا غير أنّ المشاهير منهم هؤلاء الثلاثة.
[ابن خلّكان 2: 381]
[1] يعني أنّ هذين ليسا بناءين للرباعي، بل هما في الأصل من المزيد
فيه، بدليل أنّه لا يتوالي في كلامهم أربع متحرّكات في كلمة ألا ترى إلى تسكين لام
«ضربت» لمّا كان التاء كجزء الكلمة، كذا قال الرضي رضي اللّه عنه.