اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 645
و كذلك يجوز مجىء الحال من المضاف إليه: إذا كان المضاف جزءا من
المضاف إليه، أو مثل جزئه فى صحة الاستغناء بالمضاف إليه عنه؛ فمثال ما هو جزء من
المضاف إليه قوله تعالى: (وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً)ف «إخوانا»: حال
من الضمير المضاف إليه «صدور»، و الصدور: جزء من المضاف إليه، و مثال ما هو مثل جزء المضاف إليه- فى
صحة الاستغناء بالمضاف إليه عنه- قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ)
- اللغة: «الروع» الفزع،
و المخافة، و أراد به ههنا لحرب؛ لأن الخوف يتسبب عنها، فهو من باب إطلاق اسم
المسبب و إرادة السبب «تاركى» اسم
فاعل من ترك بمعنى صير.
المعنى: إن ابنتى تقول لى: إن ذهابك إلى القتال منفردا يصيرنى لا
محالة بلا أب، لأنك تقتحم لظاها فتموت.
الإعراب: «تقول» فعل
مضارع «ابنتى» ابنة: فاعل تقول، و ابنة
مضاف و ياء المتكلم مضاف إليه «إن» حرف
توكيد و نصب «انطلاقك» انطلاق: اسم إن، و انطلاق
مضاف و الكاف مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله «واحدا» حال
من الكاف التى هى ضمير المخاطب «إلىالحرب» جار و مجرور متعلق بانطلاق «تاركى» تارك:
خبر إن، و تارك مضاف و ياء المتكلم مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى أحد
مفعوليه، و فيه ضمير مستتر فاعل «لا» نافية
للجنس «أبا» اسمها «ليا» جار و مجرور متعلق بمحذوف خبر لا، و الجملة من لا و معموليها فى
محل نصب مفعول ثان لتارك، و يجوز أن يكون «أبا» اسم
لا منصوبا بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و اللام فى «ليا» زائدة،
و ياء المتكلم مضاف إليه، و خبر لا محذوف، و كأنه قال: لا أبى موجود.
الشاهد فيه: قوله «وحدا» حيث
وقع حالا من المضاف إليه- و هو الكاف فى قوله «انطلاقك»- و الذى سوغ هذا أن المضاف إلى الكاف مصدر
يعمل عمل الفعل؛ فهو يتطلب فاعلا كما يتطلبه فعله الذى هو انطلق. و هذه الكاف هى
الفاعل، فكان المضاف عاملا فى المضاف إليه، و يصح أن يعمل فى الحال لأنه مصدر على
ما علمت.
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 645