اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 576
-
* و لو توالت زمر الأعداء*
اللغة: «أقعد» أراد
لا أنكل و لا أتوانى عن اقتحام المعارك، و تقول: قعد فلان عن الحرب، إذا تأخر عنها
و لم يباشرها «الجبن» بضم فسكون- هو الهيبة و
الفزع و ضعف القلب و الخوف من العاقبة «الهيجاء» الحرب، و هى تقصر و تمد، فمن قصرها قول لبيد:
* يا ربّ هيجا هى خير من
دعه*
و من مدها قول الآخر:
إذا كانت الهيجاء و انشقّت العصا
فحسبك و الضّحاك سيف مهنّد
«توالت» تتابعت
و تكاثرت و أتى بعضها تلو بعض و تبعه «زمر» جمع
زمرة، و هى الجماعة «الأعداء» جمع عدو.
الإعراب: «لا» نافية
«أقعد» فعل مضارع، و فاعله ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الجبن» مفعول
لأجله «عنالهيجاء» جار و مجرور
متعلق بقوله أقعد «ولو» الواو عاطفة، و
المعطوف عليه محذوف، و التقدير: لو لم تتوال زمر الأعداء، و لو توالت زمر الأعداء،
لو: حرف شرط غير جازم «توالت» نوالى:
فعل ماض، و التاء حرف دال على تأنيث الفاعل «زمر» فاعل
توالت، و زمر مضاف، و «الأعداء» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «الجبن» حيث
وقع مفعولا لأجله، و نصبه مع كونه محلى بأل
و قد اختلف النحاة فى جواز مجىء المفعول لأجله معرفا؛ فذهب سيبويه-
و تبعه الزمخشرى- إلى جواز ذلك، مستدلين على هذا بمجيئه عن العرب فى نحو بيت
الشاهد الذى نحن بصدد شرحه و البيتين (رقم 164 و 165) و قول شاعر الحماسة:
كريم يغضّ الطّرف فضل حيائه
و يدنو و أطراف الرّماح دوانى
فقوله «فضلحيائه» مفعول لأجله، و هو معرف بالإضافة؛ إذ هو مضاف إلى مضاف إلى
الضمير.
و ذهب الجرمى إلى أن المفعول لأجله يجب أن يكون نكرة؛ لأنه- فيما
زعم-
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 576