[1]بقيت صورة أخرى، و هى أنه قد يجب تأخير
المفعول عن الفعل، و ذلك فى خمسة مواضع:
الأول: أن يكون المفعول مصدرا مؤولا من أن المؤكدة و معموليها،
مخففة كانت «أن» أو مشددة، نحو قولك: عرفت
أنك فاضل، و نحو قوله تعالى «عَلِمَأَنْ لَنْ تُحْصُوهُ»إلا أن تتقدم عليه «أما» نحو
قولك: أما أنك فاضل فعرفت.
الموضع الثانى: أن يكون الفعل العامل فيه فعل تعجب، نحو قولك: ما
أحسن زيدا، و ما أكرم خالدا.
الموضع الثالث: أن يكون الفعل العامل فيه صلة لحرف مصدرى ناصب- و
ذلك أن وكى- نحو قولك: يعجبنى أن تضرب زيدا، و نحو قولك: جئت كى أضرب زيدا فإن كان
الحرف المصدرى غير ناصب لم يجب تأخير المفعول عن العامل فيه، نحو قولك:
وددت لو تضرب زيدا، يجوز أن تقول: وددت لو زيدا تضرب، و نحو قولك
يعجبنى ما تضرب زيدا، فيجوز أن تقول: يعجبنى ما زيدا تضرب.
الموضع الرابع: أن يكون الفعل العامل فيه مجزما بجازم ما، و ذلك
كقولك لم تضرب زيدا؛ لا يجوز أن تقول: لم زيدا تضرب، فإن قدمت المفعول على الجازم-
فقلت زيدا لم تضرب- جاز
الموضع الخامس: أن يكون الفعل العامل منصوبا بلن عند الجمهور أو
بإذن عند غير الكسائى، نحو قولك: لن أضرب زيدا، و نحو قولك: إذن أكرم المجتهد؛ فلا
يجوز أن تقول. لن زيدا أضرب: كما لا يجوز عند الجمهور أن تقول: إذن المجتهد أكرم،
و أجاز الكسائى أن تقول: إذا المجتهد أكرم.
[2] «وأخر» فعل أمر، و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «المفعول»-
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 486