responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل    الجزء : 1  صفحة : 330

خبرها أن يتجرد

لمّا رأى طالبوه مصعبا ذعروا

و كاد- لو ساعد المقدور- ينتصر

[1] من «أن» و يقلّ اقترانه بها، و هذا بخلاف ما نصّ عليه الأندلسيّون من أن اقتران خبرها ب «أن» مخصوص بالشعر؛ فمن تجريده من «أن» قوله تعالى: (فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ) و قال: (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ)

لمّا رأى طالبوه مصعبا ذعروا

و كاد- لو ساعد المقدور- ينتصر

[1] و من اقترانه ب «أن» قوله صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما كدت أن أصلّى العصر حتى كادت الشّمس أن تغرب» و قوله:

إنّ عبد المجيد يوم توفّى‌

هدّ ركنا ما كان بالمهدود

ليت شعرى، و هل درى حاملوه‌

ما على النّعش من عفاف وجود؟

تفيض نفوسها ظمأ، و تخشى‌

حماما؛ فهى تنظر من بعيد

تجمّع النّاس، و قالوا: عرس‌

ففقئت عين، و فاضت نفس‌

أبيتم قبول السّلم منا؛ فكدتم‌

لدى الحرب أن تغنوا السّيوف عن السّل‌

ربع عفاه الدّهر طولا فامّحى‌

قد كاد من طول البلى أن يمصحا

[88]-

كادت النّفس أن تفيض عليه‌

إذ غدا حشو ريطة و برود


[1] و مثل الآيتين الكريمتين قول أحد أصحاب مصعب بن الزبير، يرثيه و هو الشاهد (رقم 149) الآتى فى باب الفاعل:

 

لمّا رأى طالبوه مصعبا ذعروا

و كاد- لو ساعد المقدور- ينتصر

 

الشاهد فيه: قوله «كاد ينتصر» فإن الفعل المضارع الواقع خبرا لكاد لم يقترن بأن‌

[88] - هذا البيت من الشواهد التى يذكرها كثير من النحاة و علماء اللغة غير منسوبة إلى قائل معين، و قد عثرنا بعد طويل البحث على أنه من كلمة لمحمد بن مناذر، أحد شعراء البصرة يرثى فيها رجلا اسمه عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفى، و قبله:

 

إنّ عبد المجيد يوم توفّى‌

هدّ ركنا ما كان بالمهدود

ليت شعرى، و هل درى حاملوه‌

ما على النّعش من عفاف وجود؟

 

اللغة: «تفيض» من قولهم «فاضت نفس فلان» و يرى فى مكانه «تفيظ» و كل الرواة يجيزون أن تقول «فاضت نفس فلان» إلا الأصمعى فإنه أبى إلا أن تقول «فاظت نفس فلان» بالظاء، و كلام غير الأصمعى أسد؛ فهذا البيت الذى نشرحه دليل على صحته، و كذلك قول الآخر:

 

تفيض نفوسها ظمأ، و تخشى‌

حماما؛ فهى تنظر من بعيد

 

و قول الراجز:

 

تجمّع النّاس، و قالوا: عرس‌

ففقئت عين، و فاضت نفس‌

 

-

اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست