responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل    الجزء : 1  صفحة : 318

و قال آخر:

[82]-

إن المرء ميتا بانقضاء حياته‌

و لكن بأن يبغى عليه فيخذلا


- و هذا الشاهد يرد على الفراء و أكثر البصريين الذين ذهبوا إلى أن «إن» النافية لا تعمل شيئا، لا فى المبتدأ و لا فى الخبر، و وجه الرد من البيت ورود الخبر اسما مفردا منصوبا بالفتحة الظاهرة، و لا ناصب له فى الكلام إلا «إن»، و ليس لهم أن يزعموا أن النصب بها شاذ؛ لوروده فى الشعر كثيرا، و لوروده فى النثر فى نحو قول أهل العالية «إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية»، و قد قرأ بهذه اللغة سعيد بن جبير- رضى اللّه عنه!- فى الآية الكريمة التى تلاها الشارح.

و يؤخذ من هذا الشاهد- زيادة على ذلك- أن «إن» النافية مثل «ما» فى أنها لا تختص بالنكرات كما تختص بها «لا»: فإن الاسم فى البيت ضمير، و قد نص الشارح على هذا، و مثل له.

و يؤخذ منه أيضا أن انتقاض النفى بعد الخبر بإلا لا يقدح فى العمل؛ لأنه استثنى بقوله «إلا على أضعف ... إلخ».

[82] - و هذا البيت أيضا من الشواهد التى لا يعلم قائلها.

المعنى: ليس المرء ميتا بانقضاء حياته، و إنما يموت إذا بغى عليه باغ فلم يجد عونا له، و لا نصيرا يأخذ بيده، و ينتصف له ممن ظلمه، يريد أن الموت الحقيقى ليس شيئا بالقياس إلى الموت الأدبى.

الإعراب: «إن» نافية «المرء» اسمها «ميتا» خبرها «بانقضاء» جار و مجرور متعلق بقوله «ميتا» و انقضاء مضاف، و حياة من «حياته» مضاف إليه، و حياة مضاف و الضمير مضاف إليه «و لكن» حرف استدراك «بأن» الباء جارة، و أن مصدرية «يبغى» فعل مضارع مبنى للمجهول منصوب بأن، و علامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «عليه» جار و مجرور نائب عن الفاعل ليبغى، و أن و ما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بالباء، أى بالبغى عليه، و الجار و المجرور متعلق بمحذوف، و التقدير «و لكن يموت بالبغى عليه» و قوله «فيخذلا» الفاء-

اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست