- و هذا الشاهد يرد على الفراء و أكثر البصريين الذين ذهبوا إلى أن «إن» النافية لا تعمل شيئا، لا فى المبتدأ و لا فى الخبر، و وجه الرد من
البيت ورود الخبر اسما مفردا منصوبا بالفتحة الظاهرة، و لا ناصب له فى الكلام إلا «إن»،و ليس لهم أن يزعموا أن
النصب بها شاذ؛ لوروده فى الشعر كثيرا، و لوروده فى النثر فى نحو قول أهل العالية «إنأحد خيرا من أحد إلا
بالعافية»، و قد قرأ بهذه اللغة سعيد بن جبير- رضى اللّه عنه!- فى الآية الكريمة
التى تلاها الشارح.
و يؤخذ من هذا الشاهد- زيادة على ذلك- أن «إن» النافية
مثل «ما» فى أنها لا تختص بالنكرات
كما تختص بها «لا»: فإن الاسم فى البيت ضمير،
و قد نص الشارح على هذا، و مثل له.
و يؤخذ منه أيضا أن انتقاض النفى بعد الخبر بإلا لا يقدح فى العمل؛
لأنه استثنى بقوله «إلاعلى أضعف ... إلخ».
[82] - و هذا البيت أيضا من الشواهد التى لا يعلم
قائلها.
المعنى: ليس المرء ميتا بانقضاء حياته، و إنما يموت إذا بغى عليه
باغ فلم يجد عونا له، و لا نصيرا يأخذ بيده، و ينتصف له ممن ظلمه، يريد أن الموت
الحقيقى ليس شيئا بالقياس إلى الموت الأدبى.
الإعراب: «إن» نافية
«المرء» اسمها «ميتا» خبرها «بانقضاء» جار و مجرور متعلق بقوله «ميتا» و انقضاء مضاف، و حياة من
«حياته» مضاف إليه، و حياة مضاف و
الضمير مضاف إليه «ولكن» حرف استدراك «بأن» الباء جارة، و أن مصدرية «يبغى» فعل
مضارع مبنى للمجهول منصوب بأن، و علامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها
التعذر «عليه» جار و مجرور نائب عن
الفاعل ليبغى، و أن و ما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بالباء، أى بالبغى عليه، و
الجار و المجرور متعلق بمحذوف، و التقدير «ولكن يموت بالبغى عليه» و قوله «فيخذلا» الفاء-
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 318