اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 168
و أشار بقوله «وأبوا أن يختزل* إن صلح الباقى لوصل مكمل» إلى أن شرط حذف صدر الصلة
أن لا يكون ما بعده صالحا لأن يكون صلة، كما إذا وقع بعده جملة، نحو «جاءالذى هو أبوه منطلق»، أو «هوينطلق» أو ظرف، أو جار و مجرور،
تامّان، نحو «جاءالّذى هو عندك» أو «هوفى الدّار»؛ فإنه لا يجوز فى هذه
المواضع حذف صدر الصّلة؛ فلا تقول «جاءالّذى أبوه منطلق» تعنى «الذىهو أبوه منطلق»؛ لأن الكلام يتمّ دونه، فلا يدرى أحذف منه شىء أم
لا؟ و كذا بقية الأمثلة المذكورة، و لا فرق فى ذلك بين «أى» و
غيرها؛ فلا تقول فى «يعجبنىأيّهم هو يقوم»: «يعجبنىأيّهم يقوم» لأنه لا يعلم الحذف، و
لا يختص هذا الحكم بالضمير إذا كان مبتدأ، بل الضابط أنه متى احتمل الكلام الحذف و
عدمه لم يجز حذف العائد، و ذلك كما إذا كان فى الصلة ضمير- غير ذلك الضمير
المحذوف- صالح لعوده على الموصول، نحو «جاءالذى ضربته فى داره»؛ فلا يجوز حذف الهاء من ضربته؛ فلا تقول: «جاءالذى ضربت فى داره» لأنه لا يعلم
المحذوف.
و بهذا يظهر لك ما فى كلام المصنف من الإيهام؛ فإنه لم يبيّن أنه متى
صلح ما بعد الضمير لأن يكون صلة لا يحذف، سواء أكان الضمير مرفوعا أو منصوبا أو
مجرورا، و سواء أكان الموصول أيّا أم غيرها، بل ربما يشعر ظاهر كلامه بأن الحكم
مخصوص بالضمير المرفوع، و بغير أى من الموصولات؛ لأن كلامه فى ذلك، و الأمر ليس
كذلك، بل لا يحذّف مع «أى» و
لا مع غيرها متى صلح ما بعدها لأن يكون صلة كما تقدم، نحو «جاءالذى هو أبوه منطلق، و يعجبنى أيّهم هو أبوه منطلق» و كذلك المنصوب و
المجرور، نحو «جاءنىالذى ضربته فى داره، و مررت بالذى
مررت به فى داره»، و «يعجبنىأيّهم ضربته فى داره، و مررت
بأبيهم مررت به فى داره».
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 168