responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 67

انظر إلى التنكير في قوله «كأن رماحا».

و مثل قول ابن البواب: [من مجزوء الوافر]

أتيتك عائذا بك من

ك لمّا ضاقت الحيل‌

و صيّرني هواك وبي‌

لحيني يضرب المثل‌

فإن سلمت لكم نفسي‌

فما لاقيته جلل‌

و إن قتل الهوى رجلا،

فإني ذلك الرّجل‌

انظر إلى الإشارة و التعريف في قوله: «فإني ذلك الرجل».

و مثل قول عبد الصمد: [من السريع‌]

مكتئب ذو كبد حرّى‌

تبكي عليه مقلة عبرى‌

يرفع يمناه إلى ربّه‌

يدعو، و فوق الكبد اليسرى‌

انظر إلى لفظة: «يدعو» و إلى موقعها.

و مثل قول جرير: [من الكامل‌]

لمن الدّيار ببرقة الرّوحان‌

إذ لا نبيع زماننا بزمان‌

صدع الغواني؛ إذ رمين، فؤاده‌

صدع الزّجاجة، ما لذاك تدان‌

انظر إلى قوله: «ما لذاك تدان»، و تأمّل حال هذا الاستئناف.

ليس من بصير عارف بجوهر الكلام، حسّاس متفهّم لسرّ هذا الشأن، ينشد أو يقرأ هذه الأبيات، إلّا لم يلبث أن يضع يده في كل بيت منها على الموضع الذي أشرت إليه، يعجب و يعجّب و يكبر شأن المزيّة فيه و الفضل.


[1] الأبيات في الأغاني (6/ 178)، منسوبة إلى سليم بن سلام الكوفي المغني صاحب إبراهيم الموصلي.

[2] هو «عبد الصمد بن المعذل» و الشعر في ديوانه المجموع، و هي في الزهرة (1/ 24)، أربعة أبيات هذان ثم بعدهما:

 

يبقى إذا كلّمته باهتا

و نفسه ممّا به سكرى‌

تحسبه مستمعا ناصتا

و قلبه في أمة أخرى‌

[3] البيتان لجرير في ديوانه و هما على غير هذا الترتيب، و جاء الثاني برواية لفظها:

 

صدع الظعائن يوم بنّ فؤاده‌

صدع الزجاجة، ما لذاك تدان‌

اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست