responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 58

و له: [من الطويل‌]

يناجيني الإخلاف من تحت مطله‌

فتختصم الآمال و اليأس في صدري‌

و ممّا هو في غاية الحسن، و هو من الفنّ الأول، قول الشاعر أنشده الجاحظ:

[من الطويل‌]

لقد كنت في قوم عليك أشحّة

بنفسك، إلّا أنّ ما طاح طائح‌

يودّون لو خاطوا عليك جلودهم،

و لا تدفع الموت النّفوس الشّحائح‌

قال: و إليه ذهب بشار في قوله: [من الرجز]

و صاحب كالدّمّل الممدّ

حملته في رقعة من جلدي‌

و من سرّ هذا الباب، أنك ترى اللفظة المستعارة قد استعيرت في عدة مواضع، ثم ترى لها في بعض ذلك ملاحة لا تجدها في الباقي. مثال ذلك أنك تنظر إلى لفظة «الجسر» في قول أبي تمام: [من البسيط]

لا يطمع المرء أن يجتاب لجّته‌

بالقول ما لم يكن جسرا له العمل‌

و قوله: [من البسيط]

بصرت بالرّاحة العظمى فلم ترها

تنال إلّا على جسر من التّعب‌

فترى لها في الثاني حسنا لا تراه في الأول، ثم تنظر إليها في قول ربيعة الرّقيّ:

[من البسيط]


[1] البيت في ديوانه برواية:

 

تجاذبني الأطراف بالوصل و القلى‌

فتختصم الآمال و اليأس في الصدر

و القلى: البغض.

[2] البيت الثاني منهما للنطاح و هو في تاج العروس برواية: «بودّي» بدلا من «يودّون»، انظر التاج (ودد). و البيتان في البيان و التبيين (1/ 50)، و قال: «ذهب إلى قول الأغر الشاعر» و أنشد البيتين. و طاح: هلك و سقط، و الطائح: الهالك المشرف على الهلاك. اللسان (طوح).

[3] في ديوانه، و في البيان (1/ 50). و الدّمّل: واحد دماميل القروح، و الممدّ: الجرح فيه مدّة، و أمدّ الجرح يمدّ إمدادا: صارت فيه مدة. اللسان (دمل)، (مدد).

[4] في ديوانه، و روايته: «أن يجتاب غمرته» و يروى «و يجتاز غمرته» و جاب الشي‌ء جوبا و اجتابه:

خرقه، و رجل جوّاب: معتاد لذلك إذا كان قطاعا للبلاد سيارا فيها. اللسان (جوب). و اللّجة من لجّ يلجّ، و لجّة البحر: حيث لا يدرك قعره. ولج الوادي: جانبه، ولج البحر: عرضه، قيل: ولج البحر: الماء الكثير الذي لا يرى طرفاه، و اللّجّ: السيف تشبيها بلجّ البحر.

[5] في ديوانه برواية: بالراحة الكبرى» و الراحة و الرّويحة بمعنى واحد. قيل: قعدنا في الظل نلتمس الراحة، و الراحة: الكف و جمعها «راح»، انظر اللسان (روح).

اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست