responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 12

هذي قوانين تكفي من تشعّبها،

ما يشبه البحر فيضا من نواجيه‌

فلست تأتي إلى باب لتعلمه،

إلّا انصرفت بعجز عن تقصّيه‌

هذا كذاك، و إن كان الذين ترى‌

يرون أنّ المدى دان لباغيه‌

ثمّ الذي هو قصدي أن يقال لهم،

بما يجيب الفتى خصما يماريه‌

نقول: من أين أن لا نظم يشبهه‌

و ليس من منطق في ذاك يحكيه‌

و قد علمنا بأنّ النظم ليس سوى‌

حكم من النحو نمضي في توخّيه‌

لو نقّب الأرض باغ غير ذاك له‌

معنى، و صعّد يعلو في ترقّيه‌

ما عاد إلّا بخسر في تطلّبه‌

و لا رأى غير غيّ في تبغّيه‌

و نحن ما إن بثثنا الفكر ننظر في‌

أحكامه و نروّي في معانيه‌

كانت حقائق تلقى العلم مشتركا

بها، و كلّا تراه نافذا فيه‌

فليس معرفة من دون معرفة

في كل ما أنت من باب تسمّيه‌

ترى تصرّفهم في الكلّ مطّردا

يجرونه باقتدار في مجاريه‌

فما الذي زاد في هذا الذي عرفوا

حتى غدا العجز يهمي‌ سيل واديه‌

قولوا، و إلّا فأصغوا للبيان تروا

كالصّبح منبلجا في عين رائيه‌

الحمد لله وحده، و صلواته على رسوله محمد و آله.


[1] أي: التتبع.

[2] الباغي الطالب، و الجمع بغاة و بغيان، و بغيتك الشي‌ء طلبته لك. اه اللسان مادة/ بغا/ (14/ 67).

[3] توخيت الشي‌ء أتوخاه توخّيا إذا قصدت إليه و تعمدت فعله و تحريت فيه. اه اللسان مادة/ وخي/ (15/ 383).

[4] صعّد: بالتشديد ارتقى. اه اللسان مادة «صعد» (3/ 251).

[5] أي تطلبه كما مرّ.

[6] همى الماء و الدمع يهمي هميا و هميانا إذا سال. اه الصحاح (2/ 648) مادة «همي».

[7] البلوج الإشراق تقول بلج الصبح يبلج بالضم أي أضاء، و انبلج و تبلّج مثله. اه الصحاح مادة/ بلج/ (1/ 108).

اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست