اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 102
إذا ذكر ابنا العنبريّة لم تضق
ذراعي، و ألقى باسته من أفاخر
هلالان، حمّالان في كلّ شتوة
من الثقل ما لا تستطيع الأباعر
«حمّالان»، خبر ثان، و ليس بصفة، كما يكون لو قلت مثلا: «رجلان
حمّالان».
و ممّا اعتيد فيه أن يجيء خبرا قد
بني على مبتدأ محذوف، قولهم بعد أن يذكروا الرجل: «فتى من صفته كذا»، و «أغرّ من
صفته كيت و كيت».
كقوله: [من الطويل]
ألا لا فتى بعد ابن ناشرة الفتى
و لا عرف إلا قد تولّى و أدبرا
فتى حنظليّ ما تزال ركابه
تجرد بمعروف و تنكر منكرا
و قوله: [من الطويل]
سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي
أيادي لم تمنن، و إن هي جلّت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه،
و لا مظهر الشّكوى إذا النّعل زلّت
و من ذلك قول جميل: [من البسيط]
و هل بثينة، يا للناس، قاضيتي
ديني؟ و فاعلة خيرا فأجزيها؟
ترنو بعيني مهاة أقصدت بهما
قلبي عشيّة ترميني و أرميها
هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة،
ريّا العظام، بلا عيب يرى فيها
من الأوانس مكسال، مبتّلة
خود، غذاها بلين العيش غاذيها
[1] البيتان لموسى بن جابر الحنفي، شرح الحماسة للتبريزي (1/ 191)،
و «ألقى باسته من أفاخر» سقط على عجيزته من العجز، و ما يجد من الذلة و القلة، و
هلالان كالهلال في الشهرة و الارتفاع.
الشتوة: زمن الجدب في الشتاء.
[2] البيتان لأبي حزابة الوليد بن حنيفة في رثاء عبد اللّه بن
ناشرة، أحد بني عامر بن زيد بن مناة بن تميم.
[3] البيتان أوردهما محمد بن علي الجرجاني في الإشارات
[303] ، و
هما لعبد اللّه بن الزبير الأسدي في مدح عثمان بن عفان، و ينسبان لأبي الأسود
الدؤلي في مدح عمرو بن سعيد بن العاص، و هما في ديوان إبراهيم بن العباس الصولي في
الطرائف الأدبية
[130] ، و الإيضاح (38، 345)، و التبيان للطيبي (1/ 147)، و مفتاح
العلوم
[266] ، و شرح المرشدي على عقود الجمان (1/ 52)، و الإشارات و التنبيهات
(34، 303). و أيادي بدل اشتمال من عمرو، و التقدير: أيادي له، و قوله: «إذا النعل
زلت» كناية عن نزول الشر، و الشاهد في قوله «فتى» لأن التقدير: هو فتى، و الحذف
فيه للاختصار.
[4] الأبيات لجميل بثينة وردت في الديوان ما عدا البيت الأول.
ديوان جميل
[218] .
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز في علم المعاني المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 102