(١) شروع من
الشّارح في الإشارة إلى اعتراضات ثلاثة على المصنّف في قوله : «فلإيضاحه».
وحاصل الاعتراض
الأوّل
: إنّ المستفاد
من قوله : «فلإيضاحه باسم مختص به» اشتراط أن يكون عطف البيان أوضح من متبوعه ، إذ
لو لم يكن كذلك لا يمكن أن يصير سببا مستقلا للإيضاح ، وليس الأمر كذلك لصحّة أن
يكون كلّ من عطف البيان ومتبوعه مجملا عند ذكر أحدهما منفردا عن الآخر ، لكن حصل
الإيضاح ورفع الإجمال من اجتماعها ، كما إذا كان للمخاطب في المثال صديقان كان
أحدهما مسمّى بخالد ، وهو اسم لغيره أيضا ، فإذا يحصل الإيضاح من اجتماعهما ، وإن
لم يكن الثّاني أوضح من الأوّل ، وقد أشار إلى هذا بقوله : «لجواز أن يحصل الإيضاح
من اجتماعهما».
والاعتراض على
الأمر الثّاني
: ما أشار إليه
بقوله : «وقد يكون عطف البيان بغير اسم مختصّ به» وحاصله إنّ المستفاد من كلام
المصنّف اشتراط أن يكون عطف البيان اسما مختصّا بالمتبوع بأن يكون علما له ، لأنّ
الاسم المختصّ بشيء إنّما هو العلم ، وليس الأمر كذلك ، فإنّهم قد ذكروا أنّ
الطّير في قوله : «والمؤمن العائذات الطّير» عطف بيان للعائذات ، و «العائذات» جمع
عائذة من العوذ بمعنى الالتجاء يعني بها الجماعة ، وهي مفعول «المؤمن».
(٢) ملخّص شرح
مفردات قول النّابغة الذّبياني ، إنّ قوله : «المؤمن» من أسماء الله تعالى ، وهو
اسم فاعل من باب الإفعال من الأمن بمعنى السّلامة ، «العائذات» جمع عائذة من العوذ
بمعنى الالتجاء ، «يمسحها» مضارع من المسح بمعنى المسّ باليد ، أي يمسّها ، «ركبان»
كغفران جمع ركب ، وهم أصحاب الإبل في السّفر «الغيل» اسم موضع في جانب الحرم ، وقيل : إنّه عين ماء تجري في أسفل جبل أبي قبيس «السّند» اسم
موضع ، وقيل إنّ المراد