لئلّا يتوهّم (١) أنّ بعضهم لم يجئ ، إلّا أنّك لم تعتدّ بهم (٢) ، أو أنّك
جعلت الفعل الواقع من البعض كالواقع (٣) من الكلّ بناء على أنّهم في حكم شخص واحد (٤)
كقولك : بنو فلان قتلوا زيدا ، وإنّما قتله واحد منهم [وأمّا بيانه] أي تعقيب
المسند إليه بعطف البيان (٥) [فلإيضاحه (٦) باسم مختصّ به (٧) نحو : قدم صديقك
خالد (٨)]
(٢) أي أطلقت
القوم وأردت بهم ما عدا ذلك البعض ولو مجازا ، فالتّأكيد يدفع توهّم عدم الشّمول
في لفظ القوم ، هذا هو دفع عدم الشّمول في المسند إليه.
(٣) أي فأسندت
ما هو للبعض إلى الكلّ ، أي أسندت المجيء الصّادر عن البعض إلى الكلّ.
(٤) لتعاونهم
وتوقّف بعضهم على رضاء كلّهم ، فلا تفاوت في أن تنسب الفعل إلى بعضهم أو إلى كلّهم
إلّا أنّ إسناد ما هو للبعض إلى الكلّ مجاز عقليّ ، فيكون هذا دفعا لعدم الشّمول
في الإسناد.
(٥) التّفسير
إشارة إلى أنّ المراد من البيان هو المعنى المصدريّ ، لأنّه لا يعلّل إلّا الأفعال
، فقوله بيان لحاصل المعنى مع الإشارة إلى أنّ البيان في كلام المصنّف بالمعنى
المصدريّ.
(٦) المراد
بالإيضاح رفع الاحتمال سواء كان في المعرفة أو النّكرة ، فلا يلزم كون المتبوع فيه
معرفة.
(٧) المراد به
ما يقابل الفعل والحرف.
(٨) اعلم أنّه
لا خلاف في أنّ كلّ موصوف أجرى على صفة يحتمل أن يكون عطف بيان ، كما يحتمل أن
يكون بدلا ، وإنّما النّزاع في الأحسن ، فاختار الشّارح كونه عطف بيان لأنّ
الإيضاح له مزيد اختصاص به واختار صاحب الكشّاف كونه بدلا لأنّ فيه تكرير العامل
حكما ، ويتفرّع عليه تأكيد النّسبة ، وكان المصنّف رجّح احتمال كونه عطف بيان ،
فمثّل له به ، ثمّ المفهوم من قوله : «فلإيضاحه باسم مختصّ به» أمور ثلاثة :
الأوّل
: لزوم كون
الثّاني أوضح.
والثّاني : إنّ عطف البيان يلزم أن يكون اسما مختصّا بالمتبوع.