لكن ذكره (١) لأمرين : أحدهما الاحتراز عن سوء الأدب فيما ذكروا له (٢) من
المثال وهو خالق لما يشاء وفاعل لما يريد ، أي الله تعالى. والثّاني : التّوطئة والتّمهيد لقوله : [أو ادّعاء التّعيّن] له (٣)
نحو : وهّاب الألوف ، أي السّلطان (٤) [أو نحو ذلك (٥)] كضيق المقام عن إطالة
الكلام بسبب ضجر أو سآمة (٦) أو فوات فرصة (٧)
(١) أي
التّعيّن ، أي ذكر المصنّف التّعيّن «لأمرين ...».
(٢) أي
للتّعيّن ، فإذا قيل
: إنّ حذف
المسند إليه وهو الله تعالى في مثل «خالق لما يشاء فعّال لما يريد» للاحتراز عن
العبث كما ذكروا ـ يكون سوء الأدب ، إذ لا يعقل أن يكون ذكره الله تعالى عبثا ،
فيقال : إنّ ترك ذكر المسند إليه إذا كان هو الله تعالى للتّعيّن كي لا يلزم سوء
الأدب.
(٣) أي المسند
إليه ، ذكر العلّامة المرحوم الشّيخ موسى البامياني هنا ما لا يخلو ذكره عن فائدة
حيث قال : (لا حاجة إلى ما ذكره من الوجهين في التّفصّي عن إشكال كون الاحتراز عن
العبث مغنيا عن ذكر قوله : «أو تعيّنه» ، وذلك لأنّ الأمور المقتضية للحذف من حيث
أنفسها لا تصير داعية إلى الحذف ، بل إنّما تصبح دواعي بعد تعلّق القصد بها ،
فالمراد من الاحتراز عن العبث قصد الاحتراز عنه ، وكذلك الأمر بالإضافة إلى غيره ،
ولا ريب أنّ قصد التّعيّن غير قصد الاحتراز عن العبث ، فيمكن تحقّق أحدهما دون الآخر
، كما يمكن اجتماعهما ، فعليه لا يكون أحدهما مغنيا عن الآخر لعدم الملازمة) انتهى
مورد الحاجة.
(٤) حيث حذف
المسند إليه أعني السّلطان لادّعاء تعيّنه وأنّ غيره من رعيّته لا يتّصف بذلك ،
وإنّما كان ادّعائيّا لإمكان أن يكون غيره كذلك.
(٥) أتى باسم
الإشارة مفردا لكونه إشارة إلى أحد الأمور المستفادة من التّرديد.
(٦) مثال لقوله
: «نحو ذلك» ، والضّجر والسّآمة بمعنى واحد ، فعطف «سآمة» على «ضجر» تفسيريّ ،
ومثال ذلك قول المريض : عليل ، في جواب كيف أنت؟
(٧) أي خوف
فوات فرصة ، لأنّ الدّاعي للحذف إنّما هو الخوف لا نفس الفوات ، «فوات فرصة» عطف
على قوله : «ضجر» ، «فرصة» بمعنى برهة من الزّمان الّذي يمكن أن يؤتى بالمقصود فيه
فقوله : ضجر ، وسآمة ، وفوات فرصة من أسباب ضيق المقام.