[أو اختبار (١) تنبّه السّامع عند القرينة] هل يتنبّه (٢) أم لا؟ [أو]
اختبار (٣) [مقدار تنبّهه] هل يتنبّه بالقرائن (٤) الخفيّة أم لا؟ [أو إيهام (٥)
صونه] أي صون المسند إليه [عن لسانك] تعظيما
(١) أي امتحان «تنبّه»
أي ذكاء السّامع عند القرينة.
(٢) اعترض على
قول الشّارح : «هل يتنبّه أم لا؟» بأنّ هل لطلب التّصوّر و «أم» لطلب التّصديق ،
فلا يصحّ جعل الثّانية معادلة للأولى ، فالصّواب أن يقول : أيتنبّه أم لا؟
وأجيب عن ذلك
بأنّ في الكلام حذف وهو همزة الاستفهام وكان الأصل أهل يتنبّه أم لا؟
فتكون أم
المتّصلة حينئذ معادلة للهمزة كما هو حقّها.
نعم ، ربّما
يقال : إنّ هذا الجواب مستلزم لدخول الاستفهام على نفسه ، فالصّحيح ما قيل : بأنّ هل هنا بمعنى قد ، كما في قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ
الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١) [١]. ويمكن أن يقال : إنّ ما ذكره الشّارح ليس بخطأ ، وإن
لم نلتزم بتقدير الهمزة ، لأنّ أم المتّصلة تقع بعد هل على قلّة ، كما نصّ عليه
نجم الأئمّة الرّضي رحمهالله.
(٣) أي امتحان مقدار
تنبّه السّامع.
(٤) أتى بالجمع
باعتبار تعدّد الموارد ، ومن أمثلة القرائن الخفيّة كما إذا حضر شخصان أحدهما أقدم
صحبة من الآخر ، فتقول : أحسن للإحسان والله حقيق بالإحسان ، وتريد أقدمهما
اختبارا لذكاء المخاطب هل يتنبّه لهذا المحذوف بهذه القرينة الّتي معها خفاء ، وهي
أنّ أهل الإحسان ذو الصّداقة القديمة دون حادثها.
(٥) تعبير
المصنّف بالإيهام هنا ، وبالتّخييل فيما سبق إنّما هو لمجرّد التّفنّن ، لأنّ
المراد بالإيهام إيقاع معنى غير واقعي في الوهم كما أنّ المراد من التّخييل كان
ذلك ، فما قيل
: من أنّ الفرق
بينهما من أنّ الصّون المذكور لا تحقّق له أصلا بخلاف العدول إلى أقوى الدّليلين ،
فإنّ فيه شائبة من الثّبوت لا أساس له ، لأنّ المتبادر من التّخييل والإيهام إنّما
هو كون متعلّقهما أمر غير واقعي محض ، فالصّحيح ما ذكرناه من أنّ العدول من
التّخييل إلى الإيهام إنّما هو لمكان التّفنّن.