responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 284

وعند الحذف على دلالة العقل وهو (١) أقوى لافتقار اللّفظ إليه (٢) وإنّما قال تخييل (٣) ، لأنّ الدّالّ حقيقة عند الحذف أيضا هو اللّفظ المدلول عليه بالقرائن [كقوله : قال لي : * كيف أنت؟ قلت عليل (٤) *] ولم يقل أنا عليل للاحتراز والتّخييل (٥) المذكورين (٦)

______________________________________________________

(١) أي الدّلالة بالعقل أقوى من الدّلالة باللّفظ ، لأنّ اللّفظ أبدا مفتقر في دلالته إلى العقل ، والعقل قد لا يفتقر إلى اللّفظ ، وغير المفتقر أقوى من المفتقر ، لأنّ المفتقر فرع المفتقر إليه.

(٢) أي العقل.

(٣) جواب عن سؤال : وهو أنّه لم زاد المصنّف لفظ «تخييل» ولم يقل : أو العدول.

وحاصل الجواب : أنّه إنّما زاد لفظ «تخييل» لأنّ العدول ليس محقّقا ، بل أمر تخييليّ متوهّم ، لأنّ العدول الواقعيّ يتوقّف على كون كلّ من العقل واللّفظ مستقلا في الدّلالة وليس الأمر كذلك ، لأنّ الدّالّ عند الحذف مجموع العقل واللّفظ لا العقل فقط ، بل الدّالّ حقيقة هو اللّفظ المدلول عليه بالقرائن ، أي بواسطة العقل ، فكلّ من اللّفظ والعقل غير غنيّ عن الآخر.

(٤) البيت كان هكذا :

قال لي : كيف أنت؟ قلت : عليل

سهر دائم وحزن طويل

أي حالي سهر دائم ، ولم يعلم قائله ، (العليل) بالعين المهملة كفعيل ، من تقبّض جلده من مرض ، السّهر : وهو بالسّين المهملة كفرس مصدر سهر فلان كفرح ، أي لم ينمّ ليلا ، الدّائم : فاعل من الدّوام ، الحزن : الهمّ ، الطّويل : بمعنى الكثير.

ومحلّ الشّاهد : قوله : «عليل» حيث حذف فيه المسند إليه للاحتراز عن العبث وتخييل العدول إلى أقوى الدّليلين.

(٥) لم يقل : أو التّخييل ليكون إشارة إلى أنّ «أو» في قول المصنّف «أو تخييل» مانعة خلوّ ، فيجوز الجمع بين الاحتراز عن العبث والتّخييل.

(٦) أي في المتن.

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست