ثمّ التّعبير
عن عدم الافتراء بالجنّة إنّما هو من باب المجاز المرسل حيث أطلق اسم الملزوم ،
وأريد به اللّازم ، لأنّ من لوازم الإخبار حال الجنّة عدم الافتراء والكذب عن عمد
، والعلاقة الخاصّة في المقام هي السّببيّة والمسبّبيّة ، لأنّ الإخبار حال الجنّة
سبب للكذب عن غير عمد.
والمتحصّل من
الجميع : إنّ مراد الكفّار من حصر خبر النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحشر والنّشر في قسميّ الكذب ، أعني الكذب عن عمد ،
والكذب لا عن عمد. ومعه لا تثبت الواسطة ، فلا يصحّ الاستدلال بالآية المذكورة على
الواسطة.
(١) أي الباب
الأوّل في أحوال الإسناد الخبريّ ، ويمكن تقدير مضاف في جانب المبتدأ المحذوف ، أو
الخبر المذكور ، فعلى الأوّل يكون التّقدير (معاني الباب الأوّل : أحوال الإسناد الخبريّ) وعلى الثّاني يكون التّقدير (الباب
الأوّل
: ألفاظ الإسناد
الخبريّ) فلا يرد حينئذ أنّ الأحوال عبارة عن الأمور العارضة للإسناد من التّأكيد
والتّجريد ، وكونه حقيقة عقليّة أو مجازا عقليّا ، فلا يصحّ حملها على الباب
الأوّل ، لأنّها من الاعتبارات العقليّة ، لأنّ معنى العبارة حينئذ (معاني الباب الأوّل : أحوال الإسناد الخبريّ ، أو الباب الأوّل ألفاظ في بيان
أحوال الإسناد الخبريّ).
(٢) أي
الإسناد.
(٣) أي المراد
بالضمّ : الانضمام من باب إطلاق المصدر وإرادة حاصله ، والأثر النّاشئ منه ،
والوجه في ذلك : أنّ الضمّ بمعناه المصدريّ صفة للمتكلّم لا للّفظ ، مع أنّ
المقصود في المعاني هو البحث عن الأحوال العارضة للّفظ وإن كان عروضها بواسطة ،
ثمّ المراد بالكلمة المسند.
(٤) أي مجرى
الكلمة ، ثمّ المراد بما يجري مجرى الكلمة ، هي المركّبات النّاقصة كالمركّبات
التوصيفيّة نحو : رجل عالم ، في قولك : هذا رجل عالم ، والإضافيّة : كغلام زيد ،
في قولك : هذا غلام زيد.