الأصل أشعيث بالهمزة في أوّله، و التنوين في آخره، فحذفهما للضرورة، و
المعنى ما أدري أي النسبتين هو الصحيح.
و مختلفين، نحو:أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ [الواقعة/ 59]، و ذلك على الأرجح في
أنتم من كونه فاعلا، كأنّه قيل: أيّنا.
تنبيهات:الأوّل:صرحّ ابن الحاجب و جماعة منهم ابن هشام بأنّه يجب في المتّصلة أن
يليها أحد الأمرين المطلوب تعيين أحدهما، و يلي الهمزة المعادل الأخر، ليفهم
السامع من أوّل الأمر الشيء المطلوب تعيينه، تقول: إذا استفهمت عن تعيين المبتدإ:
أ زيد قائم أم عمرو؟ و إن شيءت: أزيد أم عمرو قائم؟ و الأوّل هو الأكثر، و تقول
إذا استفهمت عن تعيين الخبر: أ قائم زيد أم قاعد؟ و إن شئت أقائم أم قاعد زيد.
و في كتاب سيبويه ما نصّه هذا باب أم، إذا كان الكلام بها بمترلة
أيّهما أو أيّهم، و ذلك قولك: أزيد عندك أم عمرو؟ و أزيدا لقيت أم بشرا؟ ثمّ قال:
و اعلم أنّك إذا أردت هذا المعنى، فتقديم الاسم أحسن، لأنّك لا تسأل عن اللقاء، و
إنّما تسأل عن أحد الاسمين في هذه الحال، فبدأت بالاسم، لأنّك تقصد قصد أن تبيّن
أي الاسمين، و جعلت الاسم الأخير عديلا للأوّل، فصار الّذي لا تسأل عنه بينهما، و
لو قلت: أ لقيت زيدا أم عمرا؟ لكان جائزا حسنا، هذا كلامه، و هو نصّ في أنّ
التقديم في مثله أولويّ لا واجب، كما قالوه.
و نصّ على ذلك ابن عصفور في المقرّب أيضا، فقال: و الأحسن توسّط الّذي
لا يسأل عنه، و يجوز تقديمه، و يجوز تأخيره، و ذكر ذلك الرضيّ أيضا، فقال: إذا ولي
المتّصلة مفرد، فالأولى أن يلي الهمزة قبلها مثل ما وليها، سواء ليكون أم مع
الهمزة بتأويل أي، و المفردان بعدهما بتأويل المضاف إليه أي فيجوز نحو: أزيد عندك
أم عمرو، بمعنى أيّهما عندك، و أ في السوق زيد أم في الدار؟ أي في أيّ الموضعين
هو، و تجوز المخالفة بين ما ولياهما، نحو: أ عندك زيد أم عمرو؟ و أ زيد عندك أم في
الدار؟ و أ لقيت زيدا أم عمرا؟ جوازا حسنا كما قال سيبويه، لكن المعادلة أحسن.
الثاني:قال الرضيّ: يجوز أن تأتي بعد سواء و نحوها بأو مجرّدا عن الهمزة،
نحو: سواء على قمت أو قعدت، و منع ذلك الفارسيّ، قال: لأنّه يكون المعنى سواء على
أحدهما، و لا يجوز ذلك يعني أن أو لأحد الشيئين أو الأشياء، و التسوية تقتضي شيئين
فصاعدا، فما