اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 842
الوجه الأوّل، لأنّ الاتّصال على هذا الوجه راجع إليها نفسها لا إلى
أمر خارج عنها، لكن هذا أنّما يتأتّي في المسبوقة بهمزة الاستفهام لا بهمزة
التسوية، فيرجّح الوجه الأوّل لشموله للنوعين.
و تسمّى أيضا معادلة، لمهادلتها الهمزة في إفادة التسوية فيما إذا
وقعت بعد همزة التسوية، و الاستفهام فيما إذا وقعت بعد همزة الاستفهام. «تقع بعد همزة التسوية»و قد مرّ معناها نحو:سَواءٌ عَلَيْهِمْ
أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ [المنافقون/ 6]، «الاستفهام»نحو: أزيد عندك أم عمرو؟ و أ في الدار زيد، أم في السوق؟ و المراد
وقوعها بعدهما على سبيل التناوب، لا معا كما هو الظاهر. و الفرق بين الواقعة بعد
همزة التسوية[1]و
الواقعة بعد همزة الاستفهام من أربعة وجوه:
الأوّل و الثاني:أنّ الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحقّ جوابا، لأنّ المعنى معها ليس
على الاستفهام، و أنّ الكلام معها قابل للتصديق و التكذيب، لأنّه خبر، و ليست تلك
كذلك، لأنّ الاستفهام معها على حقيقته، و يطلب له و بها التعيين لأحد الشيئين بحكم
معلوم الثبوت، فإذا قيل: أزيد عندك أم عمرو؟ قيل في الجواب: زيد، أو قيل: عمرو، و
لا يقال: لا و لا نعم، لعدم التعيين و لا تصديق و لا تكذيب مع وجود الاستفهام،
لأنّه إنشاء.
الثالث و الرابع:أنّ الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين، و لا تكون
الجملتان معها إلا في تأويل المفردين، و تكونان فعليتين كما مرّ، و اسميّتين كقوله
[من الطويل]:
و مختلفين، نحو:سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَ دَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ [الأعراف/ 193]، و الأخري تقع بين
المفردين، و ذلك هو الغائب فيها كما مرّ، و بين جملتين في معنى المفردين، و تكونان
فعليتين كقوله [من البسيط]:
[2] - هو لمتمم بن نويرة. اللغة: أبالي: المتكلّم
من المبالات، و هو الإكثرات بالشيء، ناء: اسم فاعل من نأى بمعنى بعد.
[3] - هو لزياد بن منقذ. اللغة: الطيف: الخيال
الطائف في المنام، و أراد به هنا خيال المحبوبة المرئي في النوم، مرتاعا حال و هو
اسم فاعل من الارتياع من الروع بمعنى الخوف، سرت: سارت ليلا، الحلم: رؤيا النوم.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 842