responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 54

البصرة حينها يعيشون الفقر، وكانت هناك طبقات ذات مستوى معيشي ضعيف، لذلك فانها انضوت تحت لواء زياد بن أبيه وقامت بقتل كل من تراه خارجاً من بيته ليلًا، بل ان قسماً من الناس كانوا يذبحونهم في بيوتهم ثم يأتون برؤوسهم الى دار الأمارة.

يقول ابن الاثير:" فإذا فرغ (زياد من صلاة العشاء) امهل بقدر ما يرى ان إنساناً يبلغ اقصى البصرة، ثم يأمر صاحب شرطته بالخروج، فيخرج فلا يرى إنساناً إلا قتله. فأخذ ذات ليلة اعرابياً فأتى به زياداً فقال: هل سمعت النداء؟ فقال: لا والله! قدمت بحلوبة لي وغشيني الليل فاضطررتها الى موضع واقمت لأصبح ولا علم لي بما كان من الأمير. فقال: أظنك صادقاً ولكن في قتلك صلاح الأمة. ثم أمر به فضُربت عنقه" [1].

" وقد استخلف زياد سمرة بن جندب على البصرة فاكثر القتل فيها، فقال ابن سيرين: قتل سمرة

في غيبة زياد هذه ثمانية آلاف فقال له زياد: اتخاف ان تكون قتلت بريئاً؟ فقال لو قتلتُ معهم مثلهم ما خشيت. وقال ابو السوّار العدوّي: قتل سمرة من قومي في غداة واحدة سبعة واربعين كلهم قد جمع القرآن" [2].

ولكن نحن نسأل: هل كانت سياسة القوة هذه تستطيع ان تكون البديلة عن الضمير؟ بالطبع، لا.

وهناك مظهر آخر من مظاهر الأزمة الخلقية، وهو ان الصدق والامانة، والتعامل الصحيح مع الناس، بل الاجتناب عن المحرمات والخمر والميسر والفحشاء والمنكر، كل ذلك اصبح شبه مفقود في المجتمع. فقد تحولت المحرمات الى مباحات.

فالناس على دين ملوكهم، وإذا كان يزيد مولعا بالقرود والفهود والكلاب،


[1] الكامل في التاريخ/ ج 2/ ص 475

[2] المصدر/ ص 482

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست