responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55

والخمر والفحشاء، فانه بالطبع سوف يعكس وضعه وشذوذه على كافة القطاعات، خصوصاً وان الأمة كانت لاتعيش الاستقرار في كافة الحقول.

يقول المسعودي في مروج الذهب ج 3/ ص 67:

" وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب، وقرود وفهود، ومنادمة على الشرب ..

وغلب على اصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب، وكان له قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته، ويطرح له متكأ ..".

ثالثاً: الأزمة الفكرية

هذه الأزمة كانت بارزة في عهد امامة زين العابدين. فقد كانت الأمة لاتعرف طريقها، بينما احتكت بالأمم الأخرى نتيجة توسع الفتوحات الأسلامية في كافة الأطراف والجبهات. وقد دخلت مع المسلمين جماعات غريبة لهم ثقافاتهم واوضاعهم الفكرية، وكانت الأمة بحاجة الى بوتقة تصهر هذه الأفكار ومن ثم تميّز الخبيث منها من الطيّب، بينما كانت الأمة مشغولة بالقضايا السياسية الحادة. فلو جاء أحد الفلاسفة الذين أسلموا في الفتوحات الاسلامية وسأل أبناء الأمة الاسلامية عن اسئلة بعد ان اخبرهم أنه يؤمن بالنظرية الافلاطونية:

ماهو رأيكم أيها المسلمون في الجبر والاختيار؟ وما هو رأيكم في القدر؟ وما هو رأيكم في الجوهر والاعراض؟ لكان جوابهم: لانعرف.

حينما لايمتلك ابناء الامة الاسلامية نظرية متكاملة عن مجالات الدين السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فسوف تتكرس نظريات وافكار هذا الفيلسوف في واقع الأمة.

وبالفعل فقد انتشرت الزندقة والافكار المنحرفة ونشأت تيارات فكرية متضاربة من زنادقة وملحدين قدرية ومفوضية. حتى ان البعض اتبعوا نظرية المجوس وادخلوا في الدين الافكار المانوية والثنائية (الاهريمن، والموزدا) وبان هناك الهاً للخير والهاً

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست