responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53

الذين هم الدهاقين، بأن لهم الحق في استغلال واستعباد مواطنيهم لقاء الخراج الذي يدفعنونه للدولة، وقد قام هؤلاء بالسيطرة على الموالي وعلى تلك الطبقات المحرومة وقد أخذوا الضرائب من الناس بشكل عشوائي، ومارسوا بحقهم الظلم والتقتيل باسم الدين وكان اعتمادهم في ذلك على الفاتحين العرب الذي آمن الناس بانهم جاؤا اليهم بدين جديد، في حين انهم لم يجدوا تطبيقاً عملياً لمبادئ هذا الدين عليهم. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى سببّت الأزمة الخلقية الى افتقاد الأمن الشخصي في عهد بني أمية ابتداء من عهد معاوية فنازلا.

وأبسط دليل على ذلك ما يذكره المؤرخون حول زياد بن ابيه حينما ولي البصرة من قبل معاوية. فعندما جاء الى البصرة رأى ان تلك المدينة تحكمها شريعة الغاب والرجل لا يأمن على نفسه، حينما يخرج من بيته ليلا. والمرأة سواء كان ليلا أم نهارا لم تكن تأمن على نفسها. والمختطفون والمغتصبون للنساء كانوا يأتون للمرأة ويقولون لها اصرخي ثلاثاً، ثم انظري اذا جاء اليك من يساعدك سوف نطلق سراحك، وإلا فان لنا الحق في ان نأخذك معنا. وبالفعل فان المرأة في حينها تصرخ ثلاث مرات، ولكن لم يكن هناك من يجرأ على التقدم ليخلصها من أيدي اللصوص، إلا المرأة ذات الوضع الاجتماعي المعين التي لها عشيرة او قبيلة، فكانت تتخلص من أيدي هؤلاء المجرمين. اما ذلك الاحساس بالمسؤولية الاجتماعية التي يزرعها ويولدها الاسلام في الانسان والذي يقول:" من اصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم". ذلك الحس كان مفقوداً تقريباً في المجتمع.

جاء زياد بن ابيه الى البصرة والوضع بهذه الحالة، فالناس يقتل بعضهم بعضاً، والانسان لا يأمن على بيته وزوجته وأمواله من اللصوص.

فقام زياد بن ابيه يومها بفرض منع التجول، وربما لاول مرة في التاريخ الاسلامي. وحكم بان الرجل الذي يخرج من منزله ليلًا يقطع رأسه، والحرس الذين يأتون برأس شخص قد خرج ليلا يكافأون بخمسين درهماً. ولما كان أهل

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست