responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 91

فعليك أن تتبع المهتدي القادر على الهداية، وليس الإنسان الضال المنحرف الذي لا يملك إلا سلاح الكلام المعسول، والعبارات المنمّقة الخادعة.

وفي آية كريمة ترى ابراهيم عليه السلام يقول لأبيه:

يَآ أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً مَريم، 43

ان الآباء عادة يفرضون على أبنائهم إتباعهم، ولكن ابراهيم عليه السلام نصح أباه أن يتبعه، لأنه صاحب العلم، وصاحب العلم هو الذي يُتبع وليس صاحب الجهل.

وفي آية أخرى يقول تعالى:

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الالْبَابِ الزُّمر، 17- 18

والطاغوت على أقسام فهناك طاغوت سياسي، كهؤلاء المتحكمين في بلاد الإسلام. وهناك طاغوت ثقافي، وهناك طاغوت اجتماعي. والمسلم لا يجوز له أن يتبع الطاغوت في أي مجال من مجالات الحياة، حتى ولو كان عدد كبير من الناس قد اتبعوه مخدوعين.

يقول الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه:

(لا تكون إمّعة، تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس) [1]

. فلا تتبع أحدا لمجرد أن الناس يتبعونه، وإنما يجب أن يكون لديك رأيك الحر المبني على القيم الصحيحة، وتلك مسؤولية جسيمة عليك أن تتحملها أنت شخصيا.


[1] - بحار الأنوار، ج 2، ص 82، ح 4.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست