responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 92

إتِّباع الحجة

ويقول الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام في حديث طويل:

(إياك أن تنصب رجلا دون الحجة، فتصدقه في كل ما قال) [1].

يجب أن يكون الرجل الذي تستمع اليه وتعمل بحديثه، حجة بينك وبين الله. فإذا سألك الله عزوجل يوم القيامة: لماذا استمعت إلى فلان واتبعته؟ ينبغي أن تكون لديك حجة ودليل يبرران لك ذلك، تقول- مثلًا- إن هذا الإنسان كان عالما وفقيها ومهتديا، وأنا عرفته وبلوته وجربته، ثم بعد ذلك اتبعته، فإذا استطعت أن تقول هذه الكلمة أمام ربك يوم الحساب بالنسبة إلى قائدك، جاز لك أن تتبعه.

أما حين تتبع أي رجل جهلا، وتقرأ أي صحيفة منحرفة فتتبنّى ما تكتب، وتستمع إلى أيّة إذاعة أو فضائية فتعتقد بما تقول دون أي تروٍّ أو تفكير، فهذا شيء خطير جدا.

ونقرأ في حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله:

(إن الله لا يقبض العلم إنتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، إتّخذ الناس رؤساء جهالا فَسُئلوا فأفتوا بغير علم فَضَلّوا وأضَلّوا) [2].

أي إن الله سبحانه وتعالى حينما يريد أن يعاقب أمة لا تحترم علماءها الحقيقيين، فإنه يقبض العلماء إليه، فيبقى الناس بدون علماء، فيتخذون رؤساء جهالا، مثل ما نرى في كثير من البلدان الإسلامية من حكام يتخذون مال الله دولا وعباده خولا، ويعيثون في الأرض فسادا، وتعاني منهم الأمة صنوف الشقاء وضروب البلاء.


[1] - بحار الأنوار، ج 2، ص 83، ح 5.

[2] - بحار الأنوار، ص 110، ح 19.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست