responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 87

حريتهم في سبيل تكريس إنحرافهم وجهلهم وغفلتهم، وبالتالي تكريس الفساد في أنفسهم ومجتمعهم.

لقد اختارت ثمود وعاد وأصحاب الأيكة نظامهم السياسي بأنفسهم، وكان في ذلك هلاكهم، لأنه كان نظاما فاسدا، حيث كان نظام شركٍ وعبودية. هذا في التأريخ الغابر، أما في التاريخ المعاصر، نرى الشعب الألماني مثلا الذي كانت له حرية مطلقة قبيل الحرب العالمية الثانية في اختيار قائد أعلى له، كيف أنه اختار هتلر وحزبه النازي الذي قاده إلى الدمار.

إذن، فإن الحرية بدون توجيه سماوي، تشبه إعطاء السلاح بيد صبي لا يدرك بعد معنى الحياة، فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين.

كيف يعالج الإسلام مشكلتي الحرية؟

والسؤال هنا: كيف يعالج الإسلام مشكلتي الحرية عند الإنسان، خصوصا حريته السياسية؟

بالنسبة إلى المشكلة الأولى، فإن الإسلام يأمرك أن لا تختار رجلا كقائد إلا بعد أن تجرب فيه الإرادة الصلبة، والإستقامة، والخلق الرفيع، والزهد في الدنيا، وعدم حب الرئاسة والسلطة، لأن من تستبد بقلبه شهوة السلطة، لا يصلح أن يعطى سلطة، لأنه سيبحث عن مصلحة سلطته قبل أي شيء آخر، ويستخدم الدسائس من أجل إبقاء كرسيه. وبهذا الاسلوب يقضي الإسلام على المشكلة الأولى للحرية، وهي مشكلة مناقضة الحرية لنزعة السيطرة والتسلط والملك الموجودة عند الإنسان.

الحرية والتخلف

أما المشكلة الثانية وهي مشكلة تخلف الإنسان وانحرافه، فإن الإسلام يعالجها بطريقتين:

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست