responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 88

الطريقة الأولى:

إن الإسلام لا يدع الإختيار مفتوحا، وانما يعطي الفرد حرية القرار في حدود معينة. جاء في الحديث المروي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام:

(فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه) [1].

فالرجل الذي يحمل هذه المواصفات: فقيها، مطيعا لله، ومخالفا لأهوائه الشخصية، هو الذي يجوز لك أن تتبعه في أمور دينك ودنياك وتعمل تحت قيادته.

هناك فرق دقيق بين معنيي الإختيار والإنتخاب. فالإختيار هو أن تقرر ما تشاء، حسب ما تشاء، وكيفما تشاء، فإذا قال لك أحد: إذهب إلى السوق واختر لك ثوبا، فستكون لك الحرية الكاملة في شراء الثوب الذي تهواه نفسك دون التقيد بأية ضوابط. أما إذا قال لك الطبيب: عليك أن تتناول الأطعمة التي تحافظ على صحتك، فإن حريتك في اختيار الأطعمة حيئذ ستكون مقيدة بإعتبارات خاصة تحددها وصفة الطبيب، فبالرغم من أنك أنت الذي تنتخب الطعام المناسب لصحتك، إلا أنه يكون حسب شروط وصفة الطبيب. فذلك هو الإختيار وهذا هو الإنتخاب، والإسلام لا يعطيك كامل الحرية حتى تختار قائدا حسب هواك ورغبتك الخاصة حتى ولو كانت فاسدة وسلبية، وإنما يطلب منك أن تنتخب وفق قيم محدودة، ومواصفات خاصة بيّنها الله لك في الشريعة الإسلامية.


[1] - بحار الأنوار، ج 2، ص 88.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست