responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 86

إذ أن الحرية المطلقة للبهائم والسباع في الغابات هي حرية الإعتداء المتبادل، وينتهي الأمر إلى أن يأكل القوي الضعيف.

ان الحرية في الواقع تتمثل في حفظ حرمات الآخرين. فحريتي تكون حقيقية وواقعية حين يحترم الآخرون حقوقي، ويحترمون شخصيتي وكرامتي. لذلك لا يستخدم الإسلام كلمة الحرية الا قليلا وانما يستخدم الجانب الآخر للحرية وهو عبارة الحرمة ومشتقاتها، فيقول .. حريم الإنسان، وحريم البيت، وحرم الله، وحرمة الإعتداء. فالحرية تتبدل في مفهوم الإسلام إلى الحرمة، لأن الحرمة هي التي تحافظ على الحرية. وحينما يحافظ الناس على حرمة البيت، والشارع، والمدرسة، والسوق فمعنى ذلك أنهم يحافظون على حرية الأفراد، ومن هنا سُمّيت مكة المكرمة حرماً آمناً، لأن حرية الإنسان فيها مضمونة ولا يمكن لأحد أن يعتدي على حقوق الآخرين.

الثاني:

حين يستخدم الإنسان حريته، فإن وضعه سيكون إنعكاسا لنفسيته، وثقافته، ومستواه الحضاري. فقد يكون الإنسان متخلفا من الناحية الحضارية والثقافية، ومنحرفا من الناحية السلوكية، لذلك فإن حريته اللامحدودة ستكون كارثة حقيقية له وللآخرين. وحينما نعطي له الحق بأن يكون حرا في اختياره، فإن الحرية ستكرس تخلفه وانحرافه وبالتالي ستكرس الفساد في الأرض.

ان حرية المشركين مثلا في إختيار الشرك كخط عقائدي في الحياة، تعني تكريس الشرك في واقعهم وإعطاء الشرعية لهذا الإنحراف، وهذا يتناقض مع فطرة الإنسان، ذلك لأن الشرك هو عبودية الإنسان لغير الله، ويعني بالتالي إستغلال حرية الإنسان في إختيار العبودية لغير الله.

والأنبياء حينما أرسلوا لهداية البشرية، قاومهم الكثير من الناس بحريتهم، فهناك الكثير من البشر كانوا مضللين، وكانوا يستخدمون

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست