ثم إنّ الإسلام يقول ان الخضوع للقوة، أنّى كانت، إنما هو خضوع للطاغوت وهو شرك. فمفهوم الشرك في الإسلام من أكثر المفاهيم تعرضاً للتحريف والتحوير، حتى أصبح الشرك في نظر الناس اليوم هو فقط السجود للصنم المصنوع من الحجر.
إن هذا جزء بسيط من مفهوم الشرك. اما الشرك في الإسلام فهو أن تشرك مع الله غيره في العبادة .. أن تطيع الله وتطيع غير الله .. أن تكون هناك قيادتان لك، قيادة سماوية وقيادة أرضية .. أن تقول إن الله في السماء أما الارض فهي لقيصر وللسلطة الحاكمة .. أن تقول كما قالت المسيحية المنحرفة أن مع الله قوى أخرى تدير الحياة.
إن الشرك يعيش بين ظهرانينا! وفي أمتنا الإسلامية للأسف الشديد. فهؤلاء الذين يتخذون الحكام الطواغيت اولياء من دون الله، يأتمرون بأمرهم، ويضربون بالقرآن والسنة عرض الحائط، اليسوا في شركهم أشد بشاعة من أولئك الذين يعبدون الاحجار صراحة؟! يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الحكيم:
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 53