responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 52

ترفض طبعه، وإذا طبعتَه على نفقتك الخاصة فلن تجد من يقبل القيام بنشره وتوزيعه.

لا لتبعية العلم

ومن هنا نعرف مدى مأساة الإنسان في الجاهلية الحديثة، حيث ان جوهر الإنسانية وهو العلم والمعرفة، اصبح تابعا لشهوات ومصالح المستكبرين المتسلطين.

أما الإسلام فإنه يرفض هذه التبعية، ويؤكد على فصل القوة والمال عن التوجيه والقيادة. والسؤال: كيف يستطيع الإسلام تكريس هذه الحقيقة؟

إن النُظُم الاجتماعية لها جذور نفسية، فإذا لم تكن متجذرة في النفوس ومتفاعلة مع عقائد المجتمع فإنها ستنهار. فحينما تجد البلاد في العصر الراهن تخضع للقوة، وتخضع لسلطة أصحاب المال، فذلك لأن الجاهلية مترسخة في نفوس الناس. أما إذا نزعوا الجاهلية من أنفسهم فإن القوة لا تستطيع أن تخضعهم.

إن العالم يعرف بأن العلم يجب أن يقود الإنسان، ويعلم بان المخ هو مركز القيادة في الجسم وليس اليد أو الرجل، ولكن لا يستطيع تطبيق هذه الحقيقة في مجال الحياة والمجتمع، لانه لا يقدر على ذلك ما دامت جذور الجاهلية مترسخة في النفوس. أما الإسلام فانه يقتلع هذه الجذور أولا، ليعطي الإنسان فرصة وحرية إختيار قيادته الصحيحة.

فهو يقول للإنسان أنت المسؤول عن المحافظة على حريتك، والحياة تبدأ منك لا من الآخرين:

(لا تكن عبد غيرك، وقد جعلك الله حراً) [1].


[1] - نهج البلاغة، من وصية الإمام لولده الحسن عليهما السلام، رقم 31.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست