responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 141

الفصل الثاني: بين العلم والتوكّل

هناك مسؤوليات على الانسان ان يقوم بها في حياته ايّاً كان انتماؤه من مثل مسؤولية الحفاظ على الذات؛ فكل انسان مسؤول عن نفسه بأن يحافظ عليها، ولا يدع الخطر يحدق بها، والذي لا يلتزم بواجبات هذه المسؤوليّة فانه متّهم في بشريته وانسانيته، اذ أنها ترتبط بطبيعة الانسان ككائن حيّ يعيش على هذه الارض.

المسؤولية الاخرى هي مسؤوليّة العلم التي تشبه مسؤوليّة الحفاظ على الحياة لسببين:

انّ هذه المسؤوليّة جزء لا يتجزأ من المسؤولية الاولى، فالعلم هو الذي يدفع عنك الاخطار، وهو الذي يزيل المشاكل، فالذي يعرف الطريق لا يمكن ان يضلّ ويتيه فتحدق به الاخطار، هكذا فانّ المعرفة هي التي تجنّب الانسان من الاخطار.

انّ العلم جزء من كيان الانسان، فانسانيته ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم، فالانسان مسؤول عن تعلّمه الذاتي.

وللاسف فانّ كثيراً من الناس يفقدون الاحساس بهذه المسؤوليّة في حياتهم، فيفقدون بذلك سرّ النجاح في الحياة، فيحسبون انّ الآخرين هم المسؤولون عن تعليمهم، في حين انّهم يجهلون انّ العلم هو حاجتهم قبل ان تكون حاجة الآخرين اليه، واذا استخدم هنا مصطلح العلم في اطاره العام لا في اطاره الخاص، فالعلم ليس فقط ما تدرسه في الكتب، او تسمعه من الدروس والمحاضرات، بل هو اوسع مدى من ذلك بكثير، انّه سيطرة الانسان عقليّا على الحياة، أي ان يعرف الانسان الوسط المحيط به، وان يعرف متغيّرات الحياة، والقضايا الاجتماعيّة الاقتصادية والسياسية العامّة والخاصّة، وكلّ ذلك يمكن ان نطلق عليه تسمية (العلم)، لكي يستطيع الانسان تكييف نفسه مع ما يحيط به في الحياة.

اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست