responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 142

وعندما اراد الفلاسفة تحديد فلسفة العلم وهدفه وهدف الاحاسيس والمشاعر التي تؤدّي الى العلم، قالوا انّ الهدف من كلّ ذلك ان يتكيّف الانسان مع ما يحيط به، وقولهم هذا صحيح فالعلم بمعناه الاوسع هو كل ما يسهم في تحقيق هذا التكيّف، وكلّ ما يجعلك تسيطر على حياتك سيطرة افضل.

وللاسف فانّ بعض الناس لم يكتشفوا هذا السرّ، فاصبحت حياتهم مظلمة، بعيدة عن العلم والنجاح، واكتشاف والاحساس بهذه المسؤولية هما احد اركان بناء الانسان لنفسه بناء قياديّاً.

ولقد ذكرت في أحد كتبي السابقة انّ الامّة الاسلامية، والحركات الاسلامية بالذات بحاجة ماسّة الى عناصر عصاميّة، تربي نفسها بنفسها، وبينت القواعد الاساسية لبناء القائد الرسالي، وهنا سأوضح جانباً آخر من تلك القواعد واوّلها انّ الانسان ان لم يدرك ان المسؤول عن تعليمه في الحياة هو ذاته، وان العلم هو احدى المسؤوليات الملقاة على عاتقه طبيعياً كمسؤولية الحفاظ على النفس، فانّ عجزاً كبيراً سينفذ في حياته، وهذا العجز سوف يؤدّي به الى الفشل قطعاً.

والسؤال المطروح هنا هو: كيف يمكن ان يتحسّس الانسان هذه المسؤوليّة، وكيف يؤدّيها، وكيف يمكن لبعض الناس الذين اصيبوا في بداية حياتهم بعقدة تجاه العلم، فأصبح عبئاً ثقيلًا عليهم، ان يقبلوا على التعلّم بنشاط ورحابة صدر من دون ان يواجهوا الدراسة بكراهية مبطّنة؟

انّ على هؤلاء ان يكتشفوا انفسهم، وان يزيلوا هذه العقدة، ويوحوا الى ذواتهم ان الكتاب هو خير صديق للانسان، وانّ المعلّم هو احبّ الناس اليهم، وانّ ساعة الدراسة هي من الذّ الاوقات، فمثل هذا الايحاء سوف يقضي شيئاً فشيئاً على تلك العقدة الكامنة في نفوسهم منذ ايّام الطفولة، والتي تفصل بينهم وبين الاحساس بضرورة العلم.

ولكن كيف يستفيدون من هذا الاحساس؟

انّ الاجابة على هذا السؤال يمثّل محور البحث والحديث في هذا الفصل، وادّل

اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست