responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 87

فيكون وتقول للشيء كن فيكون" [1] هذا العقل، وهذه الإرادة والمهارة تسبح في رحاب واسع في أعمال الغيب، مثلها في ذلك مثل مناجم الذهب الغاصّة في أعماق الجبال وطبقات الأرض السفلى.

الإنسان وما أدراك ما الإنسان؟!

ترى كيف يستخرج معدن الإنسان ويمكن أن تُفجر طاقاته وتتبلور إمكاناته فيكون حيث أراد الله سبحانه وتعالى؟!

من المعلوم أن سلسلة عمليات يتم إجزاؤها على هذا المعدن أو ذاك حتى يتحول إلى الجسم والحجم المطلوب، كأجهزة الحفر وإثارة الأرض والنار والمناشير وغير ذلك من الطرق المثلى لاستخراج وصقل المعادن.

أما الإنسان؛ فالكشف عن إمكاناته وصقل شخصيته إنما يتم عبر احتكاكه بإنسان من حوله، نظراً لأن الله تبارك اسمه قد قال في كتابه المجيد: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً (الفرقان/ 20) وقد جاء في المعنى اللغوي لمفردة (الفتنة) على أنها تعريض الذهب للنار، ولأن مفردة البلاء الذي قضي على ابن آدم بالتعرض له في الدنيا عبارة عن عملية استخراج الكامن في داخل كل إنسان.

وعلى ذلك؛ فإن استخراج معدن الإنسان يتم عبر احتكاكه بنظيره الإنسان ومجتمعه وأمّه وما يلف هؤلاء من ظروف وتحولات.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى في الإنسان طاقات هائلة لو فجرها واستغلها لكان الأقوى فعلًا بين سائر المخلوقات. وهكذا الأمر بالنسبة إلى الشعوب والأمم، حيث أن من الطبيعي لهذه الأمة الأكثر استفادةً من طاقاتها أن تكون الأقوى بين الأمم.


[1] - بحار الانوار، ج 90، ص 376.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست