responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 88

ولكن الله عز وجل لم يخلق الإنسان والمجتمع ليكونا قويين فحسب؛ وإنما اختط لهما خارطة فذة ودقيقة لتأخذ القوة مسارها الصحيح، وهذه الخارطة هي عبارة عن المعتقدات والتشريعات التي ينبغي للإنسان والمجتمع تبنيها والالتزام بها والتنافس من أجل تحكيمها على أرض الواقع، والتنافس والقدرة عليه هو الآخر يمكن التعبير عنه بأنه طاقة عارمة .. وعليه فإن التنافس لابد وأن يكون من أجل الوصول إلى الهدف الإنساني الأرقى، هو جنان الله ورضوانه عبر فعل الخيرات .. وقد جاء في قوله سبحانه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (المائدة/ 48)، وقوله سبحانه: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (المطففين/ 26) كما ورد في رواية مباركة عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه الصلاة والسلام قوله بهذا الصدد:" ألا وإن الدنيا أدبرت وآذنت بوداع، وإن الآخرة أقبلت بطلاع .. ألا وإن اليوم المضمار وغداً السباق، والسبقة الجنة" [1].

إذن؛ فالتنافس ينبغي أن يكون لغرض وصول الإنسان إلى أعلى الدرجات .. وهذه لعمري من أعظم سنن الله في الأرض، ونتيجتها الطبيعية تحول المجتمع المتنافس في فعل الخير إلى مجتمع متطور ومتقدم لا يجاري في تطوره وتقدمه.

ونستطيع ان نلاحظ الاثار العكسية المخربة لإلغاء دور التنافس في الحياة من خلالة تجربة الدول الشيوعية والاشتراكية التي جربت طريقة القضاء على سنة التنافس على اكثر من صعيد اذ كان كثير منها يصر على الإبقاء على مصنع واحد للسيارات، ومصنع واحد للدراجات، او مؤسسة اعلامية واحدة او حتى حزب سياسي واحد .. فكانت النتيجة ان تراجعت الصناعة والحرية واضمحل الفكر


[1] - بحار الانوار، ج 74، ص 417.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست