responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 27

يوم عرفة؛ يوم الميعاد الأكبر

يوم عرفة ليس كأي يوم من الأيام، وإنما هو يوم الميعاد لتلبية الدعوة الربانية الكريمة التي استحوذت بأشعتها الإلهية على النفوس والعقول، وهيمنت على قلوب عباده المؤمنين، فامتلكت جوارحهم حتى اجتذبتهم من كل فج عميق، وانتشلتهم من مأمنهم وانتزعتهم من مواطنهم ومن بين أهليهم وذويهم من أنحاء هذه المعمورة، بل ومن أقصى نقاطها ومناحيها.

ولا يعني هذا الميعاد أو الموقف مجرد اسم لوادٍ أو لصحراء أو لموعد يلتقي فيه المدعوّون فيتعرف بعضهم على بعض، إذ إن ذلك أمرٌ يحصل تلقائياً، بل هو في الواقع تحصيل حاصل من هذا التجمع العظيم، لكنه في الحقيقة ميعاد للقاء العبد بربه الكريم، حيث يتجلى الخالق لمخلوقه في يوم عرفة فيتعرف المخلوق على جلال خالقه وعظمته.

هنا لابد للعبد أن يُسائل نفسه عمّا اعده وهيأه لهذا اليوم الجليل الرهيب؛ الجليل بعظمة الخالق وقدرته، والرهيب بجبروت الجبار ورحمته، إذ من المرسوم لدى الناس عندما يدعون لمأدبة أو للقاء بشخص ذي منزلة ومقام مرموق، أن يعدّوا أنفسهم لذلك اللقاء حساباً منهم وتحسباً، فما بال من شملته الرحمة الربانية ليكون ضمن المدعوّين ومن الفائزين بلقاء رب العزة والعظمة؟

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست