responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 28

لا ريب أن الرحمة الإلهية الواسعة سوف تعمّ الحاج وتشمل جميع الحاضرين في ذلك الموقف العظيم، لأن الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة فلا شك أنه سبحانه وتعالى ينظر إلى أهل عرفة نظرة غفران وصفح عن الذنوب التي اقترفوها، لأنه عز وجل يغفر الذنوب جميعاً، ويفتح باب العفو فيعفوا عن عباده المدعوّين ليبدأ كل منهم ومن جديد حياتاً جديدة وكأنهم خلقوا لتوّهم.

فماذا بعد هذه المنحة الإلهية، وبعد هذا اللطف الرباني؟ وكيف يمكن العبد أن يستفيد من هذه الفرصة التي منحها الله إيّاه في يوم عرفة، سيما والحديث الشريف يقول:" الحج عرفة".

وماذا ينبغي لمن فاز بهذه النعمة الجليلة أن يفعل؟ وكيف له أن يغتنم أيام الرحمة هذه ليستفيد منها بعد أن ولد من جديد، وهو لم يزل في يوم الغفران الأكبر وفي وادي الرحمة، بل وفي حضرة رب غفور ودود، وقد تفتحت عليه أبواب الرحمة الإلهية ونوافذ الغفران الرباني فملك سمعه وبصره وكل جوارحه قبس من النور الرباني، ليجتذب قلبه إلى خالقه وليطلب كل شيء ممن وسعت رحمته كل شيء. ها هنا ينبغي للعبد أن يطمئن لإجابة الرب فلا ينبغي له أن يبخل على نفسه بالتضرع والدعاء فيطلب منه المزيد والمزيد مما يجيش في خاطره ومما يطمح أن يناله في الدنيا والآخرة لأنه في ضيافة رحمان رحيم، ولأنه العبد المدلّ على معبوده المحبوب لديه، فليطلب إذن من الرب الذي يعطى من لا يسأله، فكيف بمن يسأله؛ الرب الذي يحب المتوسلين لديه، الداعين بين يديه، وهو سبحانه وتعالى الذي يقول: قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَآؤُكُمْ (الفرقان/ 77). فأي فرصة أفضل من هذه الفرصة يمكن للعبد أن يتوجه فيها إلى حبيبه بأنين وتضرع

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست