نراه يبيّن لنا الافكار الضالة المضلّة التي تبثّها أبواق الاعلام الجاهليّ ضد القرآن الكريم، وضدّ كلّ رسالة الهية، فيقولون: إِنْ هَذَا إِلآَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ.
فهم يعمدون في البدء إلى تكذيب الرسول ورميه بالكذب، ويتهمونه بالجدل، ويدّعون أنّ أفكاره باطلة، وأنّه يكذب ويفتري على الله تعالى، وأنّ أقواله ليست مطابقة لافعاله. فهم بذلك يستهدفون تحطيم شخصيّته، وسلب ثقة الناس منه .. وكم يكون الإنسان ظالماً عندما يتّهم رجلًا لم يعهد الناس منه ولو كذبة واحدة طيلة حياته، كما يشير إلى ذلك سبحانه في قوله: فَقَدْ جآءُوا ظُلْماً وَزُوراً.
وهم مرّة اخرى يتّهمون الرسالة بأنها رجعيّة، وأنّها تستوحي أفكارها من معتقدات السابقين: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الاوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا* قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً.
وقد فشل الكافرون والمشركون في خطوتهم الأولى هذه عندما اكتشف الناس أنّهم الكاذبون، وأنّه لا يمكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن يسير على خطاه أن يكذب، لأنّه حياته قائمة على الصدق، فهو لا يريد الدنيا، وهي التي عرضت عليه نفسها وجاءت اليه طواعية ولكنّه قال لها:" لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته". [1]