بدورك على الآخرين، ولا تظلمهم. فهي- أي العدالة- قيمة من قيم الوحي، وهدف من أهداف الدين، ومقصد من مقاصد الشريعة.
والإصلاح بين الناس أن يعيشوا في سلام وحب وأمان، وأن لا يعانوا من الحروب والصراعات، ولا يعيشوا الإختلافات والنزاعات، والأحقاد والضغائن، وهي الأخرى قيمة وهدف ومقصد.
وسائل تحقيق الأهداف
أمّا الوسائل التي تؤدّي إلى تلك الأهداف فحدّث عنها ولا حرج؛ فكل الأحكام الشرعية، وأبواب الفقه تهدف للوصول إلى هذه الغايات والقيم. فمثلًا؛ نحن نقرّر أن العدالة قيمة وهدف، ولكن ما هي الوسائل المتاحة للإنسان المسلم لكي يبلغ هذه القيمة، ويحقّق هذا الهدف؟
للإجابة على هذا السؤال لابد أن نقول: انّ القضاء الإسلامي الواحد بما فيه من أحكام وقوانين تنظم العلاقة بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد، وأحكام الخمس والزكاة وسائر الحقوق الشرعية .. كل ذلك يمثل وسائل لتحقيق الهدف الأسمى الذي نطلق عليه اسم (العدالة). فلولا القضاء، ولولا أحكام الشرع في الحدود والديات والغرامات والضمان، ولولا أحكام الشريعة في الحقوق الشرعية مثل الزكاة والكفارات والنذور وما إلى ذلك .. أقول: لولا هذه المجموعة المتكاملة من الأحكام فإنّنا سوف لا نستطيع أن نحقّق العدالة، ونقضي على الفقر، والفاقة، والحاجة، والبؤس.
التشبث بالوسائل
والقضيّة الأساسية في هذا الموضوع إنّ الأمة الإسلامية ولأسباب عديدة تشبّثت بالوسائل، وتركت التفكير في الأهداف. وفيما يلي سوف