responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85

الدين هو العمل

إنّ حديث الدين هو حديث العمل والتطبيق، كما هو حديث النظرية. وفي هذا المجال يقول الإمام الصادق عليه السلام:" الإيمان عمل كلّه، والقول بعض ذلك العمل"، [1] والله سبحانه وتعالى يحدثنا في سورة السجدة عن المؤمنين الذين تحوّلوا إلى أئمة وقادة يدعون إلى الهدى والخير قائلًا: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِايَاتِنَا يُوقِنُونَ (السجدة/ 24).

وهؤلاء المؤمنون انّما جعلهم الله عز وجل أئمة وقادة، لأنّهم يتميزون عن غيرهم بصفتين أساسيتين أشارت إليهما الآية الكريمة، وهما: الصبر واليقين، أي أنّهم يمتلكون الصبر واليقين.

حقيقتان مهمّتان

وقبل الآية السابقة يذكّرنا سبحانه وتعالى بحقيقيتين مهمّتين: إنّ الإنسان الذي لا يفتح قلبه على الحقائق، ويبقيه مغلقاً ومحجوباً، فإنّه يظلم نفسه في الحقيقة، بل هو أشدّ الناس ظلماً لنفسه، وهو يشبه إلى حدّ كبير ذلك الشخص الذي يمشي في الشارع مغمضاً عينيه. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِايَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ (السجدة/ 22).

فمثل هذا الإنسان ظالم أوّلًا، وهو أظلم ثانياً، لأنّ الإنسان الظالم يظلم الآخرين، والإنسان الظالم يظلم نفسه، بل وجميع أجزاء وجوده كقلبه وعينه وروحه. فالذي يغلق قلبه عن الحقائق، ولا يكترث بما يقال له، فإنه


[1] بحار الأنوار، ج 66، ص 23.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست