responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 45

تعالى شأنه؛ أي الإنسان من الممكن أن ينتهي به الامر إلى الكفر والضلالة. فهو قد لا يعلن بصراحة عن كفره، إلّا أنّ طلبه من الأنبياء أنّ يقدموا الدليل على كونهم مرسلين من قبل الله هو بحدّ ذاته كفر، خصوصاً وأنّ الأنبياء عليهم السلام قدّموا الأدلة الكافية في هذا المجال. وهنا أوحى الله سبحانه وتعالى إلى الانبياء انّ النصيحة لا تنفع مع اقوامهم، فأمرهم حينئذ بالتوكل عليه.

التوكل زاد الإنسان الرسالي

وهكذا يقدّم لنا القرآن الكريم صفة أخرى من الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الإنسان المؤمن خلال الصراع، وهي التوكل على الله عز وجل، وهذه الصفة تعني أن يشحذ الإنسان ارادته.

صحيح إنّنا ضعفاء، وانّ الحمل ثقيل، والظروف تعاكسنا، ولكن الله تعالى وعدنا بالنصر قائلًا: إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ (محمد/ 7). فلنقتحم- إذن-؛ فان روحيّة الاقتحام والجدّ في العمل تصنع المعاجز، وهذا هو معنى التوكّل المشار إليه في الآية الكريمة: وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (آل عمران/ 122).

وبناء على ذلك، فما دمنا مؤمنين بالله، وبقدرته وهيمنته، ووعده بالنصر، فلماذا لا نتحرك؟ علماً إنّ التوكل عليه سبحانه لا يقتصر على عمل معين بذاته فحسب، بل يتجلّى في كلّ عمل. فلو كنّا نمتلك التوكّل الحقيقيّ فاننا سنقوم بزيادة اعمالنا الصالحة، وسوف لا نبقى مترددين نخشى الفشل وكلام الناس ضدّنا أو نفاد أموالنا، بل سننبذ الخوف جانباً، وسنتمتع بروح الاقدام، فاننا حتى لو فشلنا في المشاريع التي نقوم بها فانّ هذا أفضل من أن نجلس ساكتين.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست