responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 43

ولذلك فانّ على الإنسان ان يسأل خالقه أن لا يمتحنه بما لا يطيقه، فلو أصبح الحمل أثقل ممّا يتحمّله فإنّه سينهار. ولذلك كان علماؤنا رضوان الله عليهم يجأرون إلى بارئهم أن لا يبتليهم بالرئاسة عملًا بالوصية المعروفة للامام الصادق عليه السلام:" واهرب من الفتيا هربك من الاسد". [1] وبالطبع فإنّ العالم لا يمكنه أن يتهرّب من المسؤولية إذا تعيّن عليه أن يتحمّلها، لانّها مسؤوليّة إلهية.

وللأسف فانّنا نهتمّ ببناء البيوت التي هي فوق الأرض، في حين أنّ بيوتنا الحقيقية تحت التراب. فلنعمر هذه البيوت ونهتمّ بها، لأننا سوف نخرج منها إلى النشور، وهول المطلع.

وهذه هي مفردة من مفردات النظرة الشمولية للاسلام، ومن هذا المنطلق يجدر بالإنسان المؤمن أن يأخذ بنظر الاعتبار الآخرة وهو يعمل لدنياه.

الإسلام يدعونا إلى النظرة الشمولية

وعلى هذا فانّ النظرة الإسلامية هي نظرة شمولية تدعونا إلى ملاحظة القضايا والظواهر دون تجزئة. فالإنسان المؤمن عندما ينظر إلى قضيّة سياسة ينظر إليها من منظار التقوى، وإذا نظر إلى قضيّة دينيّة فانّه يأخذ بنظر الاعتبار الوضع السياسيّ .. فالإنسان المؤمن يجب أن يكون متمتّعاً ببعد النظر الشمولي في جميع الجوانب لا في جانب واحد على حساب الجوانب الاخرى.

وهنا أضرب مثلًا من قصّة فرعون التي يأتي بها القرآن الكريم، ويدخلها في وعينا وكأنّها قضيّة نعايشها اليوم، إذ يحثّنا على استلهام العبر منها


[1] بحار الأنوار، ج 1، ص 226.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست