responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 42

بقيادة نبيّهم موسى عليه السلام، وبين جنود الطاغوت بقيادة فرعون، وقد تمثّلت في هذا الصراع كلّ السنن الإلهية؛ أي انّ هذه السنن لو طبّقت اليوم لتمخّضت عن ذات الحقيقة والواقع.

لقد كان فرعون بشراً كسائر البشر؛ إلا أنّه ظهر في بيئة يعيش فيها مجتمع من النوع الغافل الذي لا يمتلك ذهنيّة ولا فكراً ولا قيادة، كما يشير إلى هذا المعنى قوله تعالى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَاطَاعُوهُ (الزخرف/ 54)؛ أي إنّ فرعون بدأ يذكر لهم أفكاراً خاطئة وأكاذيب فانخدعوا بها، والتفّوا حوله. وهذه السلوكيّة التي صدرت من فرعون من الممكن أن تتكرّر كلّ يوم، ولذلك فإنّ القرآن الكريم يضرب لنا الامثال من قصص الماضين، لارتباطها المباشر بحياتنا.

قضايا رئيسية

ولذلك فانّ القرآن الكريم لم يذكر لنا جزئيات وتفاصيل حياة الفراعنة- على سبيل المثال-، ولكنّه يذكر لنا القضايا الرئيسية التي تمثل سنناً من الممكن أن تتكرّر. ومن ضمن هذه القضايا ان فرعون كان منبهراً بحب الرئاسة، مشغوفاً بها، كما يشعر بذلك قوله تعالى على لسان هذا الملك الطاغية: فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى (النازعات/ 24)

وفي الحقيقة فانّ مثل هذه الظاهرة موجودة في قلب كلّ إنسان، فكلّ واحد منّا يمتلك أو يُبطن فرعوناً صغيراً في نفسه، كما جاء في الحديث الشريف:" كلّ بني آدم يضمرون ما أظهره فرعون"، وهذا يعني أنّ فرعون عبّر عن حبّه للرئاسة صراحة عندما رأى الظروف مهيّأة لذلك، أمّا بالنسبة إلى سائر الناس فإنّ مثل هذه الظروف لم تتوفّر لهم.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست