responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 37

ولو أنّ هذا الإنسان تحرّر من هذه القيود لغمر النشاط والتحرّك كيانه، ولرأيت أنّ من الصعب عليه أن يجلس في مكان واحد، ولرأيته يصاب بالملل والضجر عندما يكلّف بالبقاء في مكان واحد. ولذلك فإنّ السجن إنما جعل عقوبة وتأديباً للانسان، لأن طبيعته ترفض السكون والجمود. ولكنّ الذين يسجنون أنفسهم في زنزانات القيود والأغلال النفسية، فانّما يرحّبون بهذا السجن الاختياري بسبب الأغلال المحيطة بأنفسهم، وبسبب فطرتهم الممسوخة.

وبناء على ذلك فإذا ما أحسسنا في أنفسنا بحب الراحة، والميل إلى الكسل، فلابد أن نتهم أنفسنا هذه، ونعلم أن فطرتنا قد تلوّثت.

معرفة قيمة العمل

ولو أنّ المسلمين عرفوا قيمة العمل كما كان أسلافهم يعرفونها يوم إنبعث الجيل الأول منهم، لاستطاعوا أن يحرّروا العالم، وينشروا عليه ألوية العدل والرفاه، ولحققوا أهدافهم منذ زمن بعيد.

وللأسف فمنذ القرن الرابع الهجري انتشرت بين المسلمين الروح الصوفية بمفهومها السلبيّ، هذه الروح التي حوّلت النشاط والعمل والاجتهاد إلى أوهام وخرافات وتخيلات وهروب من الحياة، ومنذ ذلك اليوم بدأت المسيرة العكسية في حضارة المسلمين؛ أي إن هذه الحضارة بدأت بالهبوط والانهيار، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.

وعلى سبيل المثال فإن الفلاح المسلم الذي كان يقوم مبكّراً بعد أن يؤدّي صلاة الفجر ليتجه إلى مزرعته، ويشق الأرض، ويشرف عليها حتّى حلول الظلام. غير أن حبه لأرضه وعمله، قد إنعدم من حياته الآن

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست