الفاضل، قد حوّلناه نحن في هذا الزمن إلى مجموعة من القضايا الرمزية الباهتة، والى مجموعة شعارات لا يعدو مثلها مثل الطبل المعاب ...
شهادة الواقع
تراجعنا هذا يأتي في زمن يسير فيه أعداؤنا باتجاه بناء تكتلات واسعة ومؤثرة في إحكام السيطرة على الحركة البشرية بشكل عام، وحركتنا وواقعنا نحن المسلمين بصورة خاصة.
لقد اتحد هؤلاء الأعداء تحت إطار تنظيم التجارة العالمية، رغم اختلافهم وتفاوتهم في نقاط عديدة، أقربها إلى الذهن الاختلافات التأريخية والعسكرية والقومية والدينية والجغرافية، ولكنهم رغم كل ذلك على قناعة تامة بأن العامل الاقتصادي والحركة التجارية من الممكن لها أن تكون عامل توفيق واتحاد فيما بينهم. ومجمل الحكومات النامية والمسلمة منها بالذات، حتى في حال انضوائها إلى هذا التجمع، فهي لن تعدو أكثر من متفرج أو تابع غير مقرر له صوت محترم. إذ هي لا تمتلك الوسيلة للتأثير، وإذا ما امتلكت في يوم من الأيام فهي ذاتها أعدمت هذه الوسيلة قوة التأثير، تماماً كما أكد وزير إحدى الدول العربية من قبل، ضرورة عدم اعتبار أو اتخاذ النفظ سلاحاً!!
قبل حوالي ثلاث مائة سنة كان الأوروبيون يتقدمون بنهضتهم الصناعية ويرتقون سلّم التطور ويطوون المراحل العلمية الواحدة تلو الأخرى، وهم الآن قد أحكموا سيطرتهم. في ذلك الوقت حينما كان السلطان العثماني يخبر بالنهضة الأوروبية يكتفي بالقول:" الإسلام يعلو ولا يعلى عليه"، وكان رجال المراكز العلمية بشكل غالب في مجتمعاتنا