responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 109

والحركات التي لا تخرج عن نفس الإنسان. فترى قصارى هممهم وأعمق اجتهادهم يدور حول العلاقة الزوجية، وما أشبه. فهم يقضون أروع ساعات عمرهم في بحث مسائل حلق اللحية وتقصير الشارب، أو كيف تتحجب المرأة.

بلى؛ إن الدين الإسلامي يفرض للعلاقة الزوجية احتراماً بالغاً، ويعتبرها واقعاً ينبغي أن يكون ضمن أصول دينية واضحة.

ولكن دين الله لم ينزل لحل هذا الموضوع فقط، فقد يكون الرجل ذا لحية وزوجته ذات حجاب، وانهما يذهبان إلى المسجد على قدم وساق؛ إلا أن هذا الرجل يتعمد الغش في السوق، ويقول الكذب ويأكل الحرام، أو يذل نفسه للظالمين، أو يتجسس لهم ضد المظلومين، تصور هذا الإنسان حينما يأكل الحرام ويملأ بطنه منه، وفي الغد القريب يصبح أباً، ماذا سيكون واقع ذريته؟

إن آيات القرآن الكريم عموماً لا تتحدث عن قضايا قشرية أو تكتفي ببحث موضوع واحد، بل هي وحدة متكاملة، تهتم قبل كل شيء بالحق والايمان والتوحيد، وبعلاقة الإنسان بخالقه المقدس، وبعلاقة الإنسان بالرسل والملائكة والغيب. والطبيعة والتأريخ، كما أخذ جانب كبير منها علاقة الحاكم والمحكوم وعلاقات الشعوب بين بعضها. حول هذه الأمور ذات الأهمية القصوى بالنسبة لحركتنا ومصيرنا يحدثنا القرآن، ولكننا تركناه كلّه وتمسكنا بظواهر لا تسمن ولا تغني من جوع!!!

وبكلمة أخرى؛ إن هذا الدين الذي اتخذه المؤمنون الأوائل وعلى رأسهم أهل البيت عليهم السلام وسيلة لتحرير الشعوب من طغاتها، ووسيلة لتحكيم الحق والعدالة، وتوطيد أصول الحرية وبناء المجتمع

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست